.قصة بعنوان: 
...................جثة متَحَضِرَةْ
عيونُ المدينة كانتْ تهمسُني أنتَ لستَ من هاته الفوضَى التي تملأُ ملامِحي أنظرْ بعيدا مرة خلفَ أسواري ، خلفَ ليلي السميكْ خلفَ صخبْ غباري ....ستجدْ عالمًا يشبهُ قلبكَ العملاقْ يشبهُ حروفكَ التي تحملُ أطناناً من السلام أراكَ مازلتَ تستيقظُ على ثرثرة جُثَتي حتى النسور صارتْ تعافُها، أرجوك إرحلْ من زاوية الكون الضيقة المُحْتَضرَة هذه ، دعْكَ من صباحي إنهُ يلمعُ على أكتاف غربية ويُقبلُ أحذيتهم وينفضُ الليل القديم من معاطفهم ويجردُ الفقيرَ من ثوب العزة الأخيرْ الذي كان يحتفظ به بين أشواكْ الكفافْ، أسرعْ خذْ نفسًا عميقًا فأعذارك تكاد تنفذْ ومحبرتكَ حملتْ أفكاركَ و أشلاء ماضيك وفَرتْ مع دفاتركَ ....
.
غبيْ... أتُرتبْ دقائقي في حضرة الضوضاءْ وتمسحُ عن قسوتي وجهها الحقيقي وتزينْ تعبَ مسافاتي المُخْلصَة ، وتُعطرُ قذارة الكلمات التي تعبر شوارعي بكل فخرْ .تلك الجدران التي تدفنُ الأرواح وتعزلُها عن أحبائها عن دمائها النفيسة يحسبُها البشر منازلا لهم ..ويرفعونها إلى السماء طابقا ثم طابق ثم طابق ثم سحاب...هكذا تُغادرُ الأقدامُ الأرض ويبدأُ مسلسلُ الكـبــرْ الذي لا ينتهي،ومن يستطيع بعد هذا العلوْ الكبيرْ أنْ يرى مرة إلى الأسفلْ أن يحملَ دمعةَ المسكينْ أنْ ينزع خربشاتْ الوجع حول الروح ..أنْ يُدْفئ إبنَ شتاءْ يجلسُ على قارعة الطريقْ ....مستحيلْ.. فالعالم السفلي تم إلغاؤُه من هذا الزمان تم رميه في قمامة منفية مع السر والكتمان إلى قاع الغياب.... 
...
بقلم : زوين محمد....

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 45 مشاهدة
نشرت فى 1 إبريل 2016 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

529,794