جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
من أوراق عاشق حزين )
ـــــــــــــــــــ
(1)
عندما تسكن الريح
خلف التل
وتتلاشى أقدام المتجولين
وتنام العيون الحائرة
سنرى سوياً
أن الرمال غارقة
وأن بصمات أرجلنا
تلاشت
عندما هبّتْ العاصفة
ويصبح البحر مثل قطعة سوداء
من مداخن
تلك المصانع القريبة
وتصبح الأمواج
في سرعة اندفاعها
أيادٍ تنبسط لتودّع كيديكِ
عندما كنتِ تقولين (اوريفوار)
(2)
ومن خلف الأضواء المنبعثة
من إحدى (الكازينوهات)
التي كنّا نضرب عليها
مواعيد اللقاء
انظر إلى ركننا الهادئ
وقد إحتلهُ عشاق آخرون
وزجاجات الشمبانيا تفرقع
والكئوس تتلامس في إغراء
وتندفع الأجساد ترقص في جنون
على أنغام تلك الموسيقى الصاخبة
النادل يفسح لي الطريق
وعيناه تقول (أين فتاتك؟)
أتقدم في خطوات بطيئة
وارتمي على أول مقعد يقابلني
أتذكّر مشروبك المفضّل
ورقصتك المحبوبة
تأخذني نوبة شجن وذهول
فأهرب مسرعاً إلى الطريق
وضوء لفافتي يتلاشى سريعاً
(3)
وأذهب صامتاً كما ذهبتِ
يوم ريح ومطر شديد
يوم برق ورعد مخيف
عندما كانت العربات
مسرعةً في الطريق
حاولتُ وقتها اللحاق بكِ
دون جدوى
وعربة التاكسي
قد اختطفتك
كانت لحطات عاصفة
راحت تسطو على أنفاسي
وتسلب مني قواي
وتتركني كقطعة هامدة
من هذا التل
الذي لا حراك فيه
من يومها وأنا أدور في العاصفة
من يومها
لم تهدأ الريح خلف التل
ـــــــــــــــ
عادل دعبس