هناك أيام تسقط مني

.. عندما أبحث عنها ..
أجد البعض منها .. ملقى على الأرض ..
والبعض الآخر ...
لا أجد لها أثرا ...
وبنظرة عامة لفضاءات الدهور القديمة 
وجدت منها أياما تسبح فيها ..
لكن بأزمنة مختلفة ... ومتفاوتة ..
أذكر منها :
يوم ليّ كان في زمن الديناصورات 
تعجبت لهذا الحظ العثر 
وأنا لست بيّ الشجاعة الكافية 
ولا الصحة الجيدة والبنيان القوي ..لمجابهة مثل هذه الحيوانات 
هو يوم وقد ضاع من عمري ....
فقد وجدته مغبرا بالأتربة 
يعتليه النبات الشوكي..
الذي نما من الهطول النادر للامطار في هذا القفر
ولربما يكون قد أصابه شيء من صراع الديناصورات
على مناطق النفوذ والطعام ...أو التزاوج ...
.................................
العصفور صديقي ............
الذي يأتيني بين الحين والحين 
ويقتات من كسر قصائدي التي أضعها له على حافة الشباك
نصحني أن أترك هذا اليوم في مكانه الزمني 
لحين تغيير الظروف للافضل
..... فعملت بنصيحته .....
صورة المرأة الغجرية .. التي رسمتها يوما
وعلقتها على جدران غرفتي الوحيدة
تنظر تجاهي ...وهي تخرج ليّ لسانها ساخرة ...!!!
................................
جاءت الفراشات ............
التي كنت أجري وراءها في الحدائق ..وهى فرحة
قالوا ليّ :
لقد وجدنا لك يوم ...
كان في المكان الذي ألقى فيه " اندريه بورتون "
بيان السريالية ....فأحضرناه
لكننا وجدناه في حالة سكر بيّن 
وسط قصائد الشعراء
بعد أن إحتسى بيان السريالية كله ...!!
.................................
كان اليوم يهذي بالبيان
ويطلب مني أن أحفظه عن ظهر قلب
فشعراء " أبوللو " رفضوه رفضا تاما - لذا
فالذئاب التي خرجت من إذني رأسك
في القصيدة السابقة ...
لا تزال تطاردهم حتى الآن ...
وصورة المرأة الغجرية ...
تخرج ليّ لسانها ... ساخرة ..!!
......................................
......................................
قبيلة النمل القابعة في جحر ببيتي
أخبروني بان ليّ أيام لا تعد ولا تحصى في جحرها 
وأنني أنا من اودعتها عندها كأمانة 
وقد قاموا بطيها وترتيبها في دواليب خاصة
بعيدا من عبث الصغار 
وظنوا إني مازلت أذكرها ...
..... الحقيقة ...شعرت بالخجل والإحراج ...!!
......................................
......................................
النوارس كعادتها ...ترافقني في كل إبحارة 
وهى تبحث معي على أيام ليّ تسيل مع مياه البحر
.... كان هناك يوم تتسربل به سمكة فاقدة للذاكرة 
فإلتقطوه منها ....
لكنه أعرب لها بانه لا يعرفني
وكأن فقدان الذاكرة ...أصبح معديا ...
وبالبحث ...وجدوا يوما آخر ..
كان يسبح مع صغار الأمواج 
يلعب ..يمرح ..يضرب بقدميه الماء ...وهو يضحك 
وعندما حاولوا إلتقاطه ...حاوطت عليه الأمواج 
حتى كاد أن يغرق أحدهم ...
وصورة المرأة الغجرية ...
تخرج ليّ لسانها ... ساخرة ..!!
.........................................
.........................................
كان على البعد ......
شخص ..يجمع أشاء لا اتبينها 
وعندما أحسّ بانني رأيته وأراقبه ..
نظر إليّ طويلا ....وإبتسم ...ثم غاب في البحر
لقد عرفته من إبتسامته ...نعم إنه هو ....!!!!
..........................................
عندما وصلت بمركبي حيث كان 
وجدت الديناصورات 
وهى تحاول أن تقبض على النوات الشتوية 
..........................................
يومي الذي وجدته في أزمنتها ...يقهقه ..من عبث المحاولة ........
والعصفور صديقي ...
يلتقط من جسمه النبات الشوكي
وصورة المرأة الغجرية 
تخرج ليّ لسانها ... ساخرة ...!!!
............................................
بعد أن أفاقت الفراشات ... يومي السكران
أخبرني ...بان أصحاب وجوه ..حضروا 
في ندوة القاء بيان السريالية الأول 
يلبسون الاقنعة ...يهمهمون بالموافقة...
ويسرون في أذن " نوفاليس " بتحفظات على البيان .
............................................
............................................
في غرفتي الوحيدة ...
قبيلة النمل .. تعزف لحنا كان عالقا
علي أوتار عود الملاح العجوز 
الذي مات السنة قبل الماضية ...فقد أكمل لحنه ...
عندما رأيته على البعد يجمع اشياء لم اتبينها 
وغاب في البحر ........
فقد عرف ان الأيام ...التي فقدت مني
لا يجمعها إلا إكتمال اللحن ...على اوتار عوده ...!!
...............................................
جلست أستمع إلى عزف قبيلة النمل
والدهور القديمة تسبح في فضاءات الغرفة 
وصورة المراة الغجرية 
ما عادت تخرج ليّ لسانها ...
فقد نهشته الذئاب ...!!!!
***
" شنقرابيات " ...... أشعار تنشدها النوارس
رسم وكلمات / محمود الشنقرابي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 58 مشاهدة
نشرت فى 13 فبراير 2016 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

530,479