جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
مشيت في شوارع ...
محفوفة على الجانبين بشموع غير مضاءة
خالية تماما من الناس ...والأشياء الأخرى
لكن فجأة ...وجدت أحدهم يسير أمامي
وحتى إذا ما وصلنا إلى مفترق طرق
إذ بالشخص الذي أمامي
أجده قد إنقسم لشخصان
وهما يشبها بعضهما البعض تماما
أحدهما سار إلى اليمين ...والآخر سار إلى الشمال
كنت أنا متجها إلى اليمن
فمشيت خلفه ...
وسار شخص الشمال لحال سبيله ..
وبعد مسافة ...قابلنا مفترق طرق
فإنقسم الشخص لشخصان ...
وهما ايضا يشبها بعضهما البعض تماما
أحدهما سار إلى اليمن ..والآخر سار إلى الشمال
كنت أنا متجها للشمال ..فمشيت خلفه
وسار شخص اليمين لحال سبيله ..
........................................
........................................
في مكان للحافلات ...وقفت أنتظر
وقف بجواري الشخص الشمال
ومن بعيد رأيت الشخص الشمال الأول قادما
وقف بجواره ...وفجأة أصبحا شخصا واحدا ..
وصلت الحافلة ....ركبنا
كانت المقاعد كلها مشغولة
فوقفت ووقف بجواري
وفجأة - ايضا - ظهر أمام الحافلة
أناس يهمهمون همهمة جماعية غامضة ..
تعلو تارة وتنخفض تارة
كانواهم من يجلسون على المقاعد
مما جعل السائق يدوس على مكابح الحافلة بسرعة
جعلت الشخص الشمال الواقف بجواري
يرتمي خارجا من الحافلة ...
وإطاراتها الخلفية ...قامت بواجب دهسه
نظرت بسرعة من زجاج الحافلة الخلفي ...
وجدته مطروحا مضرجا في دماءه
وقد إختفي الاناس المهمهمون ..
كانهم مكلفون بمهمة أدوها بإقتدار
سائق الحافلة قهقه قهقهة عالية
جعلت الحافلة تهتز بشدة فأصبحنا - هو وأنا - خارجها
وأكملت سيرها ....دون سائق أو ركاب
وجدت السائق بجواري على الطريق
كان هو الرجل الذي سار أمامي وإنقسم في بداية الطريق
نظر إليّ طويلا وقال :
قل لظلك أن نبع الضوء قد جف بعد
إن من يسير والشمس - الحاملة الأسرار- أمامه
قد لا يرى الطريق جيدا ...
والشمس - دوما - لا تقسم الظلال
إنما الظل تعدده الأضواء الصناعية ..!!
قال جملته ...وإختفى...
كان على الجانب المقابل للطريق جدران
مكتوب عليها : كل التحايا للصورة التي أفلتت من الواقع الأليم ..!!
..........................................
سرت في الشوارع الخالية تماما من الناس والأشياء
وأنا أحمل إنفعالات الشموع الغير مضاءة ...
وخوفا ابديا .. من أن أنقسم من الأضواء الصناعية ..!!
***
" شنقرابيات " ........ أشعار تنشدها النوارس
رسم وكلمات / محمود الشنقرابي
