جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حين قال كلمته انبهرت من شجاعته التي لا لزوم لها في مقامي هذا ! حيث أن الصديق سألني سؤالاً هو أقرب الى حشو الكلام منه الى جادّته وجدّيته ! وبالرغم من سؤاله وتحليل مكانه وأحواله تقبلته بكل الرضى ولم أُبْدِ له غير عبير الصدى حيث وجّه سؤاله قائلاً : هل بينك وبين الحرف نسباً وقرابة واقتراباً ومهابة ! واحترافاً وصبابة ؟ قلت له ما الذي دعاك لسؤال كهذا وأنت في سؤالك هذا تنثر اللفظ الجميل وتنشر المعنى النبيل ! وأراك لا كما تراني أراك للحرف محترفاً وبفضيلته معترفاً ومن معينه العذب مغترِفا ! قال : تالله ما سألتك الا محبة لا عتابا لا تبابا ! فهل أجبتني يرحمك الله ولا تدعني في حيرةٍ أفقد معها الصوابا ؟ قلت له : عفا الله عنك نعم السؤال سؤالك أنا أحب الحرف وأعشقه وبعيون الود أرمقه أحب طيفه وخياله واستجابته وامتثاله . أحب الحرف من أخمص قدميه حتى دندنة أذنيه وبكل حناني أحنّ اليه وأشفق عليه فهو يتيم بمفرده حتى اذا انحازت اليه الحروف وعززته بجمعها وجميعها زالت وحشته وشدّت عزيمته وشدَتْ زغرودته وضحكت تغريدته ! الحرف دوماً ينتظر قدوم أحبابه من الحروف وفي أجمل أو أحلك الظروف فهو لا يعيش وحده حتى ولو غنى له فريد وحداني حعيش كده وحداني الا اذا جاءه الحرف الثالث والثاني ! فالحق أقول أنني أعشق الحروف في كل الظروف وأكاد من نعومتها بين يديّ أحتسي منها شراباً وأسفّ منها عذب السفوف ! قال صديقي : هنيئاً لك الجمال يتلوه الخيال يتبعه الكمال ! قلت : أحييك لاحترامك لي بكل تحية وجلال ... الأديب وصفــــــي المشهراوي ...