(مجلة كل الخواطر) كيدك العظيم -----بقلم الاديب الكبير \ابوزيد عبدالله

كيدك العظيم ..
آآآآه من كيدك العظيم الذي أهداني طقوس 
باذخة الألم حين جعلتني اعتلي شاهق وعودك
لنحلق معاً في حلم جميل ثم تركتني وحدي 
أمارس جاذبية السقوط في بئر سحيق من الأوهام 
لأكون الغافل الثاني الذي لم يفطن لحقيقة نظرية التحليق 
بعدما سبقني إليها حتفاً بن فرناس .
فلم أكن من المبصرين في بقايا قهوتك 
أو من العارفين بطلاسم خطوط كفك 
لأوقف أقداري الحمقاء معك ولو لبرهة إغفال 
فأنتزعك منها لكن الأقدار أسفا لا تسهو 
ليتني امتلكت قدرة الانفصام عن ذاتي 
لأضيع مني وأتوه عني فلا أجدني ولا اعرفني 
لتسقط عن كاهلي كل أحكام غدرك بانقضاء المدة 
ليتني أصغيت ذات وجع لنصح خافقي المكلوم
ولم أكن كفراشة حمقاء جذبها النور العميم فسقطت في اللهب 
ليتني كممت فاه براءتي البلهاء 
التي استدرجتني في غفلة من يقيني لأتداولك بحسن الظنون 
ليتني سربت ما بقي منك عبر نافذة المنافي 
كي لا يجمعني بك حلم خبيث عبء من خزائن المستحيل جرابه 
ليسترخي مني الجفون بليل مخلع من الدفء 
بعدما البسه الفراق وجع عتيق 
قد أناخ ركابه فوق مساحات عمري الموحشة 
فقم بربك عن ذاكرتي المطوية طي الصحف 
فما جدوى أن توقد نار شاعله بذكري البسها الفراق ثوب الرماد ..