الصورة التي رسمتها للمرأة الغجرية 
والمعلقة في غرفتي الوحيدة ...
وجدتها اليوم تبتسم لي..على غير العادة 
فهى في كل مرة تجدني ذاهب أو آت 
تخرج ليّ لسانها ...
نظرت إليها وتعجبت وقلت في نفسي : اللهم خير ..
...............................
...............................
كانت نملة من صديقاتي ...
تقف على الحائط المقابل تراقب الموقف ..
العصفور الذي يقف على الشباك 
بكل حماقة ...
ذاع الخبر في المدينة 
أسراب من الطيور جاءت تستطلع الأمر..
سحابة عابرة فوق غرفتي تساءلت ..
وأبدت إستعدادها للمشاركة في الفرحة
وانها ترغب في أن تسقط مطرا حريرا بهذه المناسبة
الكل سعيد ...
إلا أنا ................متوجس من إبتسامتها 
.................................
.................................
مر على هذه المناسبة ...
حقبة كاملة من التاريخ 
الذي يحمل اياما ملضومة بعناية في المنعرجات 
عواصف الشجن التي تبعثر الأيام ..
لم تهب هذا الموسم ...
والنمل الأحمر ....
المكلف بجمع الساعات والدقائق المتبعثرة 
من الأيام الملضومة في المنعرجات ... لم يظهر ..
كان الأمر غريبا ...
وكأن تطورا للاحسن قد حدث ...
لكني ..................متوجس
....................................
....................................
وقفت أمام باب غرفتي...
وأثناء تفكيري فيما يحدث..
هبت ريح مباغتة من الشباك
صفقت الباب بشدة ...
بعد برهة ...
وخلف الباب المغلق ...
سمعت صوت الشخص المجهول ...يتحدث
....إسترقيت السمع ...
لم يكن الكلام مفهوما ...
لكنه يتحدث ....
لم تكن العبارات واضحة ...
لكنه لم يكف عن الكلام ...
.....................................
.....................................
فجأة ... 
وجدت حروفا تتسرب من تحت عقب الباب
كانت الحروف متكسرة ...
والنور الصادر من القمر
البادي كالعرجون القديم ..أعلى السماء
يرسل عليها لمعانا أسطوريا ..
لا يتناسب مع حجمه ...
......................................
......................................
وفجاة - أيضا ....
خرج النمل الأحمر .. المكلف بجمع الحروف المتكسرة
يأكل منها ..ويخزن الباقي في جحره .. وهو سعيد
.......................................
.......................................
نادى مناد : يا أيها الخلق
إن زمن التحولات قد أغلق وللأبد.. 
منذ اللحظة التي إبتسمت فيها صورة المرأة الغجرية 
المعلقة بغرفة العاشق المجنون ..
وكل من هو على شكل معين ...
سيظل عليه إلى يوم يبعثون ...
.......................................
.......................................
وجدت العنكبوت الذي كان يسرق مني فراشاتي
وقد تحول إلى بني البشر ...
يجري وراء السامر .... يستجديه ..
نظرت إليّ النملة صديقتي 
التي كانت علي الحائط 
تراقب إبتسامة صورة الغجرية ليّ...
وإبتسمت هي أيضا .....!!!!!!!
***
" شنقرابيات " ......إرتعاشة من الذاكرة القديمة 
رسم وكلمات م محمود الشنقرابي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 36 مشاهدة
نشرت فى 12 أكتوبر 2015 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

530,068