عظيم الألم ..
أن نبحث عنهم ونمد أيدينا أليهم فلا نلمس إلا فراغا موحشا يدثر أرواحنا
أن نمسك بوعودهم كما يمسك طفل بخيط طائرته الورقية أينما تحمله يركض خلفها دون الاكتراث لموضع خطاه . ثم يكون السقووووط .
أن يسرقهم من أنفسهم لص الأنا فنمد لهم بسذاجتنا المفرطة جسراً من الأعذار بحثاً في خزائن العتاب عن لحظة مأهولة بهم فلا نجد ألا دمعاً خالصا لوجههم .
أن يتواطأ الندم مع خيبة الأمل وتكون المحصلة ليل طووويل يحمل بين طياته حلم عنيد برفض أن يراق على أعتاب حضورهم بعدما غمغمت علي ناصيته الحسرة والجراح .
أن تكون أبجديتنا الحزينة التي نكتبها على الصفحات منذ صفر العمر هي الوسيلة الوحيدة القادرة على جلبهم إلى عالم الحقيقة .
أن نواري بالصمت كذبة التحديق في براءة أعينهم بعد ما تساقط علينا من أبابيل الوجع لنبقى في حضرة ذاكرتهم صامدين كنخلة الكبرياء .
أن ندرك بعد فوات الأوان أن العلاقة التي كانت بين هاء الغائب وياء المتكلم لم تكن إلا مجرد ثرثرة بالية باتت مما يحسب على ذمة السراب .
أن نبحث في رواسب أعماقنا التي مازالت تمارس آفة التذكر عن وجودهم الهارب من تبخار النسيان فلا نجد إلا أشباح ذكريات .
أن نتفقد ما جاء بحرفهم على شفة حفرة من حنين فلا نجد ما يستحق العناء بعدما انتزع الكذب منه بلاغة التصديق .
ان يرهقنا التكهن بأسباب تقلبهم وتدثرنا طقوس بالغة الوجيعة من الهواجس والظنون ثم يطلون علينا ذات احتياج بما هو اوهن من بيت العنكبوت فتبقي نوافذ التبرير لديهم متهرئة إلي الأبد .
ان يحملنا السؤال لسماع أخبارهم فنستشعر أن المسافة التي ما بين اليد والهاتف تحتاج لمسيرة ألف عام من الغفران .
