أيتها الواقفة على مرمى وردة من وجْد معتّق، يُحَاول لمْلمة أجزاء نَشْوته المبْثوثة في تجاويف رُوحِه المُنْهكة، ماضرّكِ لو أضفت للصّبر بعض صَبْر فتكتمل الصّورة، وتبدو الوان لوحة الحياة، برّاقة، زاهية .أيتها الواقفة على ناصية الحلْم، استنفري آمالكِ الكبيرة لتوقظ فرحا طال سباته.
أيتها الواقفة على ربوة الأمل تستدْرجين فرحًا عنيد المراس، ترْسُمين بوهج أنفاسكِ وحرارة الشوق خارطة للأمنيات، تبتلع بحورُها كل ركام الوجع، تُنْبت سهولُها سنابل بهجة مُثْقلة بحُبوب الحلْم،أيتها المكتظّةضجرا، أهنئي بالاً، فالفرح الذي يأتي متأخرا، دائما يكون الأكثر وقْعا في الأنْفُسِ.
أيتها الواقفة في مفترق اللحظة الفارقة ، تجدلين ضفائر المساءات، ترقبين بخشوع همسات الهوى المشبّعة بأنْسام اللّهفة الحارقة، أيتها الواقفة على شفا يقين يشرف على هاوية الشكّ والإلتباس، أيتها الغارقة في حلم يلبس البياض، ايتها المنتظرة للجميل الآتي، من شرفتكِ المطلّة على شارع الدهشة وأزقّة الإرتباك .
وأنتِ المتكئة على جدار التأمّل،تمضغين آمالكِ، تستطْعمين حلاوة فقاقيعها في أقْبية روحكِ، تجيدين الإنتظار المعانق للصمتِ، وخيالكِ المسافر بعيدًا في متاهات لاحدود لها، يأتيكِ رجْع صدى صوتهِ الهامس في ثنايا التّيه، يشدو شجن العتاب، يقْرع أجراس النسيان، يردّد ....أيها الفرح المهاجر، عُدْ إليّ، فقد أضناني النّوى، عُدْ أيها الفرحُ وأدمْ الإقامة بين الضلوع وفي حنايا الرّوح و زوايا الأيّام ومفاصل العمر ،أقمْ مملكةً، تاجُها كلمات شفّافة تتغنّى بالإنسانية، تتهجد في محْراب الحبّ، سنبدأ رحلتنا سويّا أيها الفرح ، رفيق الطّريق، إلى حيثُ مواطن ينْبت فيها الحرْف البهيج، تعشوشب سهول سعادته، تخْلو من كدمات الحزْن، وتتفيّأ فيها النفوس ظلالا وارفة من حنين وحنان.

**********************************
(محمّد الجدي Hamma Jday).......تونس

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 31 مشاهدة
نشرت فى 3 أكتوبر 2015 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

529,953