قصيدة / فاتورة الموت الطويل
( إلى روح الطفل السورى شهيد الوجع العربى )
ماءُ العروبةِ باردٌ فى كلِّ عيْنْ
لا يَشفى جُرحاً لا ترِّقُ لهُ شِفاهْ
مُتطايرٌ مابينَ حجرِ المُقلتينْ
مُتناثرٌ كالرملِ فى قعرِ المياه
كلُّ الولائمِ عامراتٌ بالدموعِ المُتخَمَةْ
كلُّ الدروبِ مُمهَّداتٍ بانحناءاتِ الجِباهْ
فوقَ الولائمِ نحتسى أكبادَنا
لاحُلمَ فينا .. لاضميرَ .. ولا أناه
ماذا سيقتاتُ الصِّغارُ القاطنينَ ضَيَاعَنا
إلاَّ عروقِ الموتِ من دُبِرِ الحياه
ماذا سينتشقُ الصغارُ بِأرضنا
إلاَّ الدُّخانَ .. وجيفَ أشلاءِ العُراه
هذى الصحارى تَقيَّأتْ من مَوتنا
والموجُ خضَّبَ من مآقينا يداهْ
ورثَ الصغارُ خواءَنا ومواتنا
ورثوا التَّسكعَ والتَّشردَ فى التِياهْ
فاتورةُ الموتِ الطويلِ .. ثقيلةٌ
يدفعها أطفالٌ تُؤرِّقها الحياه
طفلٌ على الشَّطِّ الجريحِ مُكوَّماً
تشويهِ أمواجٌ تلظَّتْ من لُهاهْ
بِأىِّ ذنبٍ سوفَ يلقى ربَّهُ
بِأىِّ لإثمٍ سوفَ يعترفُ الجُناهْ ؟
هذى العروبةُ فى تعهُّرها ..
صارتْ ثقوباً فى صناديقِ الحُواهْ
لا دمعَ فى الأحداقِ يشفى غليلنا
الصدرُ ضاقَ وليتَ تنفعهُ الصلاه ؟
بالأمسِ كانت صرخةُ الأنثى تُحرِّكُ غازياً
ممن ألفِ ميلٍ .. رددتْ واسلاماه !
واليومَ بينَ ضلوعنا يهمى الردى
وكأنما فى العُربِ قد ماتَ الحُماهْ !
أينَ المروءةُ أينَ أخلاقُ العرب ؟
أينَ الحميةُ .. أينَ تقديسُ الإله ؟
مافى القصورِ سوى كلابٌ أو رعاع
جِيَفٌ تخالُ الصمتَ وجهاً للحياهْ
جِيَفٌ تضخُّ عروقها لِغيابها
وتحتسى الإخفاقَ عسلاً فى الشفاهْ
جِيَفٌ تخالُ هروبها كصمودها
وتختفى كالبُرصِ فى رملِ التياهْ
مَنْ يأوى جُرحَ القلبِ فى هذا المدى ؟
كلُّ الحدودِ مُدججاتٌ بِالرُماهْ
وجُرحنا العربى صارَ مُمدداً
يستمطرُ الدعواتِ يسمنُ بِالصلاهْ
لو كانَ فينا (خالدٌ ) أو ( طارقٌ )
ما عشنا مثلَ الدودِ نلتهمُ الرُفاهْ
لكننا سلَّمنا كلَّ قِبابنا ..
وجلسنا كالنسوانِ نرسمُ فى الشفاه
ولهذا كانَ جزاؤنا ..
أنْ نُستباحَ
على الدروبِ ..
وفى الهواءِ ..
وفى المياه !
قصيدة /فاتورة الموتِ الطويل
للشاعر / وائل العجوانى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 22 مشاهدة
نشرت فى 17 سبتمبر 2015 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

549,778