"العرافة"

ذهب إلي العرافة وهو يأس حزين ،لقد أغلقت جميع الأبواب بوجهه،وأوصدت حبيبته الباب وألقت بمفاتيح السعادة فى أعماق البحر، وظل هو تعيسا يأسا يطوف بﻻد وبﻻد ويطرق أبواب الساحرات والعرافات إلي أن وصل اليها..يسألها عن مستقبله ،هل ستعود له حبيبته ؟أخذت العرافة كفه بين كفيها فشعر بدقات قلبه تتصارع بداخله فظن أن سحرها يسري بشراينه سريان الدم ،وراى يديه يشعان ضؤا وكأنها أشعلت بيده مصباح ظل محملقا ليديه فى زهول ،نظرت له وتمتمت بكلمات غير مفهومه وفجاءه تركت يده وزرفت دمعتان كأنهما لؤلؤتان أضاءتا وجهها وإذا هي كالبدر حين تمامه حينها أنتبه لجمال وجهها ورقة مﻻمحها ورأي أجمل عينان بلون الليل الحالك وشعر أسود طويل غجري مموج وفجاءه !!!تحركت كرزتان لتصدرا صوتا ناعم كالموسيقي وكأنها تسرد أبيات من الشعر فحركت قلبه بجمال صوتها ونعومته حين قالت :حبيبتك لم تكن يوما لك وﻻ تستحق حبك ولوعتك ولكن..لكنك ستحب غيرها ستسلب عقلك وتجعلك تتوه بعالم خيالي لم تدخله من قبل عالم ساحر ستأخذك فيه فوق السحاب لتعيش بين النجوم وتتحدث مع القمر وتصير شاعر، ثم تنزل بك اﻻرض لتجوب معك الصحارى لتسير فيها تلفحك شمسها ويقتلك العطش ثم تنزل بك من جديد لنهر ماؤه عذب يروي العطاشي وحينها لن تجدها ستجد نفسك وحدك ولن تعرف أين هي ...ستبحث عنها كثيرا ولن تجدها فتصير نصف عاقل ونصف مجنون..تراها أمامك وﻻ تراها..كأنها طيف مﻻك تحرسك وﻻ تستطيع لمسها خشية أن تحترق ...نظر إليها فوجدها مغمضة العينان وتشير له بالخروج .......فخرج
هام على وجهه يفكر بكﻻمها وإذا به يأتيها كل يوم لمجرد أن يراها ويستمتع بحلو حديثها ..لقد عشقها وتيم بها ....ولكنها فرت بعيدا ،هربت لمكان ﻻ يعرفه وتحقق كﻻمها فقد صار نصف عاقل ونصف مجنون ..يدرك أن حبيبته هي العرافة ويعلم أنه لن يستطيع الوصول إليها ولكنه يبحث عنها فى كل مكان على أمل أن تشعر به وتعيد إليه عقله حين تصبح يوما حبيبته، أما هى فقد ذابت حبا وعشقا ،وظلت تعدو خلفه وتخشى اﻻقتراب ..تخاف هي من الحب فبداخل جسد العرافة المتماسك قلب أرق من فراشة ووراء قسوة مﻻمحها أمرأه تشتاق أن تعيش وتنعم الى جوار حبيبها ،قاومت كثيرا وهي تراه قارب على الجنان ،ولكن الحب ﻻ يعرف قوانين أوقواعد فهرعت إليه وهو يناجيها ويسردها شعرا بين الجبال فيعود له صوته فيرتجف قلبه خوفا ويأتي عليه الليل وهو قابع فى مكانه ﻻيدري كم من الوقت مر عليه ليجدها أمامه كحوريات الجنه جميلة فى ضؤ القمر ،مد يده لمس شعرها اﻻسود الغجري ليتيقن انها حقيقه، فمدت يدها لمست وجنتيه وقالت له بصوت رخيم "حبيبي" ما ان قالتها حتي أسترد عقله وعاد للدنيا من جديد فأخذها وركضا سويا كجوادين ارادا الفرار لعالم يعيشا به سويا ليس للبشر به مكان

دﻻل أحمد الدﻻل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 33 مشاهدة
نشرت فى 6 سبتمبر 2015 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

501,026