جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
(الحب الصريح ) صارحني صديقي وووشني سرّاً بعد أن همس في أذني اليمين ثم انتقل الى أختها جهة الشمال ! هل لديك أرصدة وكنوز تنفعك عند الحاجة ؟ قلت له اقترب مني قليلاً سأهمس في أذنيك معاً ! قال : تفضل أجبني : قلت له لديّ رصيد هائل وكنز ثمين ! قال الحمد لله هكذا أشعرتني أنك تكتب الأدب بروح مطمئنة بعيدة عن قلق العيش وهمّه ! قلت له صحيح والحمد لله دائما ! ثم تابع قائلاً أخشى أن أسألك سؤالاً آخر ! قلت له في الصراحة راحة ! إسأل عما بدا لك وبان لقلبك ! قال : أريد أن تفرحني وتسمعني عن ماهية الكنز والرصيد ؟ قلت له : اسمعني جيدا : الكنز عندي والرصيد هو حسب الترتيب ما يلي : قال ما شاء الله ! هي من الكثرة بمكان يجعلك ترتبها وتبوّبها وتفهرسها وتهندسها ؟ قلت له نعم ! تبدأ الكنوز كما يلي : فما قلت هذه الكلمات حتى رأيت أذنيه قد انتفختا للاستماع ! أ ب ت ث ج ح خ قاطعني قائلا : أراك تعدّ حروف اللغة ولم تذكر عن الكنز شيئا ! قلت له نعم ان حروف اللغة هي الكنز والرصيد ورأس المال كله ! قال كيف ؟ قلت له ان كلمتيْ ذهب وفضة لا تساوي الا ستة حروف فقط وهكذا الالماس خمسة حروف فقط اذا جردناها من أل التعريف ! وكل ما تعرفه عن الكنوز تراه رصيدا عندي في حروف اللغة التي أعشق ! ألم تسمع قول القائل ولله دره من قائل : أدب المرء خير من ذهبه ! يا صديقي من سرّه الفرح الدائم فليعشق هذه الحروف تراه مسرورا في اليقظة وايضا وهو نائم ! الأدب يأتي بالرزق لأن العقل يستعملها فيحافظ على فُتاتِها ! أما الجهل فهو المُضيع للمال والكنوز ولا يحفظ جمال فَتاتها ! قال الآن عقلت قلت له الآن سلمت ! وافترقنا بحب ووئام وودّ وسلام !! بقلم الأديب وصفي المشهراوي .