مجلة كل الخواطر:: غاب عن صديقي سؤال :: " بقلم الشاعر المبدع أ / وصفي المشهراوي

غاب عن صديقي سؤال نسي أن يسألنيه أو تناساه عمداً لئلا ينكأ جرحاً أو يثير قرحاً ! وحين ينسى صديقي أو يتناسى سؤالاً لا ينبغي عليه تناسيه أو نسيانه ! يكون هناك أمران لا ثالث لهما : إما أنه يخشى عليّ أن أحزن من سؤاله ! واما أن يكون هو نعسانا قد أضاع مع نعاسه فيتامين بي تولف المسئول عن حفظ الذاكرة كما يزعمون هم لا كما أتصور أنا ! لأن الذاكرة عندي تنتعش من فيتامين رؤية الأحباب لا من ضياع شيئ من مقتضيات الطعام و الشراب ! فلما فعل صديقي كثير السؤال ما فعل وتناسى أن يسأل : قلت له وسألته أنا : لِمَ لمْ تسل عن خاطرة الحب حين أكتبها هل تكون كاملة الفرح ! أو تبعث في قلبي ألوان المرح ؟ قال : آهٍ آهٍ تالله انه لسؤال في غاية الأهمية وأعطيك عليه علامة مائة في المية ! قلت له لم تقول في المية وليس في المائة باللغة العربية ! قال من شدة فرحي لسؤالك الذي سأسمع جوابه ان بقى من العمر بقية ! قلت يا صديقي مثلي يبتسم أو يضحك وقلبه من الهمّ يغلي ومن ألوان الغموم يبتلي ! حتى ولو كتبت شيئا يفرح الأحباب من خواطر جميلة أو عبارات من أصل الحب هجينة وسليلة ! الا ان فرحتي أنا بالحزن مشوبة وبقدح البكاء مشروبة ! فحين أتصور وأرى وأسمع أن وطن العروبة قد استباحه الأشرار ! وقتلوا فيه الأخيار ! لا يروق لي ان اكون سعيد ! وللأمان حفيد ! فالفرحة لا تكتمل الا بانصياع الناس للصلح فيما بينهم وان يعيدوا الأقصى وفلسطين لأحضانهم ! وأن تسكت مدافع الشر العشوائية ! وألا نصف صاروخ شرف ينطلق لفعل الخير بالعبثية ! وأن يرجع أهل عروبتي ليمسكوا بمقاليد الشرف ويستمسكوا بما نريد من المروءة مما نهرف ونعرف ! وأن يعمّ السلام بلادنا جميعا !وأن ينسلّ المجرمون الى ثكنات لؤمهم وألا أكون لخياناتهم بصيرا أو سميعا ! حينها أختص بفرحة القلوب من كلماتي وأصرف زفير الغم من أنّاتي ! كي يفرح بأجواء الحب أبنائي وبناتي ! أتمنى أن اكتب لكم وقلبي من الود يرقص ! ومن الوداد يزيد ولا ينقص ! فهل عقلت يا صديقي هذا الجواب من دون سؤال منك تسأله ومن دون أن تقول قولأ لا يعجبني فأعمل في سطوره بمبضع أو مِقَصّ !! بكى صديقي حتى اغرورقت عيناه وازرورقت اذناه ! واندهش وفرّ من المكان وملص ! ثم التفت اليّ وقال ما معنى ملص ! قلت فرّ هاربا ! قال لم أهرب منك والله ! لكنني في معمعة الحيرة أكون لسموم الحزن شاربا ! قلت له سلام عليك صديقي وأنت قد أُحصنت أو كنت عازبا !!! بقلم وصفي المشهراوي !