( موطن عزتي )
نفسي تتوق إلى موطن عزتي
تذوب شوقاً إلى أكـرم الأوطانِ
تنادينــي فيه مطالـع نخوتـي
أُسدي إليها طيفاً مِن العــرفانِ
تُغازلنــي فـيه منــابع نشأتـي
أُسدي إلــيها لــوعة الــوجـدانِ
تُحاصرني فيه ذكرى صُحبتي
مــا أجمــل الــحياة بالـخــللانِ
أُعانــي فــي الليالــي حُرقتــي
يُنازعنــي فيضٌ مــن الاشجانِ
أســاءَني بُعدي وطالت غربتي
وطافت بِنَا إلــى أعمق الأحزانِ
فيها وجدنا مــا يُلبي حاجتــي
ومـــا وجــدنا راحـــــة الأبــــدانِ
رأينـا فيها مــن عـجائب خلــقه
ومــا وجــدنا نكـــهة الأوطـــــانِ
تسوقنـا أقــدارنا إلــى بلدانــها
نسعـى بها كــالتائه السكـــرانِ
وتُعيدُنا أقــدارنا إلــى أوطـاننا
نهفـوا إليها كالعاشق الولـهانِ
فترى مَن يقـولُ لـيس بموطني
فقد ساده مـوجٌ مــن الطـــغيانِ
وهذا يقــولُ لا يغنــي حاجتـي
فقد ساده نهــرٌ مـــن النقـــصانِ
وذاك يَقُـــولُ لــيـس بمــأمـنــي
فقد ساده بحـــرٌ مـــن الهَوَجانِ
وذا يَقُــــولُ لا يحفـظ سوئتــــي
فقــد أهــدر كـــــرامــة الإنـســانِ
عــذراً لكــم فمـا تــرونه عــــارضٌ
يــزول حتمــاً كسالـــف الأزمــانِ
وسيبقـــى دومــاً مـفخر عزتـــي
مهما أُعاني مـن شدة الحرمـــانِ
وسيبـقــى دومــاً مأوى ملجــأي
أأوي إلــيه كـشـدائــد الأركـــــــانِ
وسيبقـى دوماً شراعي ومركبي
أطفــــو إليه ساعــة الفــــيضـانِ
وسيبقـــى فيه نهـــاية مرقـــــدي
وسيبقـــى دومــاً أعـظم البلــدانِ
ولا ينكـــــر فضــــله إلا جـــاحداً
وهــذا بربــك أعظـــم الــنكـــــرانِ
فقد تشتري بمالك مــا تشتهــي
ولكن لا تشتري نعـمة الأوطـــانِ
هذا اعتقـادي فـــي درة مُهجتـي
فعقلي سليمٌ يخلو مـن الهــزيانِ
( صلاح محسب 21/5/2015)
