.وعاد ...
كعادته دائما بعدما توصد الأبواب وتسدّ المنافذ ..هو طفلي ..مدلّلي ..حبيبا من طينة أحرى أمومة..عشق من نوع خاص. لا يفقه الكثيرون..يأتيني عليل القلب تائها .يحتلّ صدارة مكتبي ويفرغ أوجاعه في صدري يملأني بأحزانه وآلامه. ويرحل مشدود القامة كأنه كان يؤدّي دورا مسرحيّا لا يحاكي ذاته .يرحل مهاجرا كطير المرافئ كلما اشتد الصقيع بمرفإ يبحث عن آخر أكثر دفئا.اليوم به عذابات أشد ..تحدث زلزالا واضحا بعينيه ويبدو من نظراتي الأولى له أنّ لا قدرة لي على حملها عنه .تلك القامة المشدودة والملامح الشامخة والنظرات الثاقبة وموج الحنان المنبعث من حضوره اختفى.ليس هو ...المستحيل الذي كان يفاخر بمصارعته أطاح بآخر معاقل الصّلابة به.المسألة الآن أكثر اجتياحا ..أكبر من قوة الردع به...من قبل كانت حروف الحبّ تسليته .يجمعها كما يشاء يجعلها لعبته المفضلة .يدخل المعركة بكلّ أسلحته ويتقنها بحب وحنوّ.يعلم أن الوهم والمستحيل عدوّه .ومن لا يجهل عدوه يربح النزال بسهولة .فلا يتأذى ولا يكسر صنمه.
الصّنم ..كان دائما يقول أنه يصنع صنما لحبّه بيدين حاذقتين أكثر مهارة من يد فنان .إذ يهب الصنم جمال روحه ونبل إحساسه .حتى إذا دقت نواقيس هجرته يترك عمارا لا خرابا.اليوم قال بعد أن أخذ مكانا مظلما من المكتب وتخلّى عن جلسته المهيبة التي يحرص على أن تليق به
--اللعبة أكثر تعقيدا مما تصوّرت ويصعب عليّ تركيبها..الموانع كثر وكلّ جزء منها يأتي منوّنا ..مكسورا مشبع الفتح والضّم. والتضعيف أربكني .الموانع محبطة لعزائمي ..جسد مشروع لغيري وقلب موهوب لحبيب لازال طيفه بالأرجاء مصرّا على تملكها رافضا التّضحية بها .حبيبا على هيئة طفل عنيد كرضيع حين يجوع و تغيب أمّه .لا يكفّ عن البكاء إلا إذا لبّي طلبه .صراعاتي السابقة كانت ثلاثية الأبعاد .والآن رباعية الحدود زادت من انكساراته .وكل انكسار يكون قطعة زجاج مكسور يغمد بقلبي بلا رحمة .هذه المرة..للحبيبة مجالا جويّا يصعب اختراقه .وأنا نجم شارد في مجرّتها ..كلّما مالت كواكبها كلّما نزفت أكثر من قوّة الاصطدام ...و أحببتها أكثر.
بقلم نائلة طاهر
الصّنم ..كان دائما يقول أنه يصنع صنما لحبّه بيدين حاذقتين أكثر مهارة من يد فنان .إذ يهب الصنم جمال روحه ونبل إحساسه .حتى إذا دقت نواقيس هجرته يترك عمارا لا خرابا.اليوم قال بعد أن أخذ مكانا مظلما من المكتب وتخلّى عن جلسته المهيبة التي يحرص على أن تليق به
--اللعبة أكثر تعقيدا مما تصوّرت ويصعب عليّ تركيبها..الموانع كثر وكلّ جزء منها يأتي منوّنا ..مكسورا مشبع الفتح والضّم. والتضعيف أربكني .الموانع محبطة لعزائمي ..جسد مشروع لغيري وقلب موهوب لحبيب لازال طيفه بالأرجاء مصرّا على تملكها رافضا التّضحية بها .حبيبا على هيئة طفل عنيد كرضيع حين يجوع و تغيب أمّه .لا يكفّ عن البكاء إلا إذا لبّي طلبه .صراعاتي السابقة كانت ثلاثية الأبعاد .والآن رباعية الحدود زادت من انكساراته .وكل انكسار يكون قطعة زجاج مكسور يغمد بقلبي بلا رحمة .هذه المرة..للحبيبة مجالا جويّا يصعب اختراقه .وأنا نجم شارد في مجرّتها ..كلّما مالت كواكبها كلّما نزفت أكثر من قوّة الاصطدام ...و أحببتها أكثر.
بقلم نائلة طاهر