صراع البقاء مع النفس
--------------------
ذات ليلة أيقظني حلما مفزعا ما أن لبث أن آخذ أنفاسي وأدركت أني على قيد الحياة أذ أقول أن الحمد لله على نعمة الأسلام رأيت حلما ليس بطبعي أن أراه الحلم أنه كان واقعا من واقع الحياة المؤلمة المريرة التي نعيشها كل يوم والتي لم تتغير من وقت إلى آخر بل من سيء إلى أسوء والظروف القاسية ما بين رغد الحياة وضنكها ومن بكاء إلى إبتسامة رقيقة ضعيفة باهتة لا أحد يشعر بها من ذي قبل بل أكثرها من الممكن يشعربها بدون أن أشعر لأنني أعيش حياة متألمة فأن قلت ما بداخلي إذ الخيال يطاردني على قسوة الحياة 
الحياة لن تسعفني بل أرهقتني كل وقت كيف لي بتأمين مسلتزمات عائلتي التي باتت الأحلام توقظني فجاءة ولكنني ما زلت ذاك الرجل الذي يواجه الحياة بالتحدي صامدا أمام المغريات المغرضة كثيرا من دفع لي أموالا ليشاركني أحزاني بل أفراحي للتخفيف عني عبء المشقة من عرض عملا سخيا لا يقدر بثمن أمام المغريات أن أقبل هذه الفرصة فأعيش في رغد الحياة المترفة وأما أن أعيش طوال عمري فقيرا بين الذل والقسوة فأبيت للذل أن يكسرني وبحث عن القلم لأكتب حلمي فإذ أنا أصحوا على تغريبة حزني بسفينة في وسط المحيط يقلني بأعماقها ليقول لي هاك من اللؤلؤ الذي تنتظرة خيرا من الخيانة التي تقتل أرواحا بريئة لا ذنب لهم فقلت في نفسي اللؤلؤ ليس من حق بل من حق الأغنياء بل من حق في أموال الزكاة التي التي باتت مفقودة ومعدومة وفي حقها معلوم للسائل والحروم التي أمتنع عنها الأغنياء من إعطائها لمستحقيها فكانت كلمتي ذات رنة مدوية ذبلت الأوراق وأختلطت الأفكار من بين هنا وهناك أأقبل مر الحياة أم أعيش في قاردعة الطريق على الصدقات هادمة اللذات من أيدي أصحاب الذوات أأعيش على مذلتهم وأنا طائرا حرا في الحياة أبحث عن قوة يومي من بين الأغصان والحشائش من بين الأحجار من بين الجبال الشاهقة من بين الأنهار المرتفعة أطير بجناحي إني حرا وخلقت لأكون حرا في حياتي من دون قيد أو أصفاد في يدي إني أعيش مر الحياة والحرية أن أعيش حرا طليقا لا أحدا يقيدني بإصفاده أو يحبسني في سجن يطعمني ويسقيني على حسب رغبته وكيفما شاء وبأي وقت يشاء
متى كانت الحرية لها ثمن إلا من بعد أن عاشت الأمم مضطهده لفلان وعلان لأبن فلان لا أمد يدي للأحسان والله رب تكفل في رزقي رزقكم في السماء وما توعدون توجهت إلى الله خالقي فقلت يا رب أن هؤلاء يتنعمون برغد الحياة وطيب عيشها فإذ يقول من يقول وينادي 
يا عبادي خلقتك للعبادة فلا تلعب وقسمت لك رزقك فلا تتعب فأن رضيت بما قسمته لك عشت عندي محمودا وأن لم ترضى لسلطة عليك الدنيا تركض بها ركض الوحوش وعشت عندي مذموما فقلت يا رب رضيت بما قسمته لي رضيت بالأسلام دينا حنيفا قيما ورضيت بما قدرته لي من محبتك وهدي نبيك وأذ يقول المنادي يا عبد بنيت لك قصرا في الجنة أصبر وأحتسب أمرك لله إن الله مع الصابرين ولئن شكرتم لأزيدنكم نعم العبد أنت فقلت نعم المنعم أنت يا رب العالمين
فقلت يا رب أن كانت هذه حياتي رضيت بما أعطيتني منها لك الحمد على نعمك التي أنعمت بها علي وأوكلت لك أمري
فصحوت من منامي وإذ أجد نفسي سعيدا أضحك لما وعدني رب عنده خيرا من الدنيا الزائلة واذ الدموع دموع الفرحة تنهمر من قلبي المجروح من الأعماق فهيهات لمن يستمع لهذه الصرخة أو يعقل ويتوكل على الله رب العالمين مثلي إلا صلاتي فأنها كل ثروتي وحياتي 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 45 مشاهدة
نشرت فى 11 مايو 2015 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

541,673