**جنــــــــون الخيــــــــــــال**
بقلم / عيســــاني فـريـــــــد ( عـــــازف النـــــاي )
تبدأ حكاية عاشق سكون الليل الذي يغوص في ظلماته الحالكة ليس حبا في . الظلام بل يعشق سكونه ويصنع لنفسه عالما....يعيشه لنفسه .كل ما حل الظلام توقف الضجيج وحل السكون... يتخيل هدا العاشق أنه يملك هذا العالم الذي تخيله ....يسوده الهدوء في كل ليلة يجعل من نفسه ساحرا ...ويزرع في عالمه هذا بذورا سحرية وينتظر لعل سحره ..تخرج من خلاله ورودا وزهور.......وظل على هذا المنوال ...دون نتيجة لكن خياله هذا يريحه ويخفف عنه ألمه....وفي احدى لياليه .الساكنة....والمظلمة...قال في نفسه سأتخيل ..أن سحري أنبت...وردة وكان له ذلك ...انها وردة واحدة...تخيلها لكنها جميلة...لأنها كما أراد من خلال سحره .......ومرت الليالي الساكنة ليلة تلوى الأخرى..وهو ينظر اليها ويكلمها ضنا منه أنها تكلمه حتى أصبح ينتظر سكون الليل ليعيش عالمه هذا .ويكلم هذه الوردة السحرية الرائعة ليجد نفسه قد تعلق بخياله وأحب هذه الوردة ...التي من خيال نفسه واذا بها... تكبر في قلبه حتى عشقها...دون ان ينتبه...فاءذا ...به يقع وقيعة حب الخيال وتبدأ رحلة معاناته مع هذه ....الوردة السحرية
وبدأت معانته في كل ليلة يكلم وردته الجميلة التي تخيلها ويناجيها لعلها تشعر به.. ويبيت يقول كلام وكلام كأنه أنغام وأنغام حتي يتعب وعيناه تدمع على ما اصابه..ظاقت به الدنيا وصار يسكنه الحزن الشديد والعزلة المدمرة اصبح كلامه مع الناس قليل بعد ما كان نشط متفائل ..وفي احد الأيام قل لنفسه ساغير الوقت والمكان..اختار وقت الغروب..والمكان..
اختار الغروب ...اما المكان فكانت بحيرة صغيرة تحيط بها اشجار ..وصار يدهب وقت الغروب ومعه صاحبه ورفيقه ...انه الناي ..يجلس تحت شجرة بجانب البحيرة ويبدأ العزف بحزن شديد وكأن هدا الناي يعزف دموعا ..ودموع على ما اصابه..وبعزفه الحزين يناجي من تخيلها في شكل وردة جميلةوبعزفه الحزين ...تركن كل الحيوانات وتسمع هذا العزف وكأن هده الكائنات شعرت بحزنه الشديد من خلا ل عزفه على الناي ...وهكذا ..كل يوم وقت الغروب حتى سكون الليل والظلام.الدامس...حتى بكت لاجله ..هذه الكائنات وحزنت معه وكأنها عرفت ما أصابه.وتمضي الأيام يوما بعد يوم
ظل على هذا المنوال مع كل غروب يذهب وهو يحمل رفيق حزنه الناي..الى تلك البحيرة ويتكؤ على نفس الشجيرة.حتى الحيوانات اصبحت تنتظر قدومه لتركن وتسمع..قبل العزف.. يصمت للحظات وهو ينظر لتلك البحيرة الجميلةالساكنة مع غروب الشمس..ثم يقول ايتها البحيرة الساكنةو الهادئة ليتني اعرف ما في اعماقكي من اسرار وليتكي تعلمي ما في قلبي من حزن شديد... .ثم يتنهد ويقول لو كان ماؤكي فيه سحر يغسل قلبي ويحول هدا الحزن الى سعادة..ثم يصمت قليلا..ويبدأ العزف على الناي.ويظل يعزف ويعزف .حتى يصبح الناي يعزف .دموعا..ودموع..والحيوانات تبكي لاجله...وتتسائل عن ما اصابه...........وظل يعزف حتى سكون الليل والظلام الحالك.........فادا بصوت شجي يناديه ..هلع وخاف توقف عن العزف ..وهو يقول هل انا احلم ام جننت لكن دلك الصوت العذب بقي يناديه....يا عازف الناي الحزين لا تخف..وهو يقول من يناديني........ينظر..الى البحيرة لا يجد من يناديه يبحث بين الاشجار لا يجد احدا.........وهو خائف ينادي ويقول لمن هدا الصوت الجميل..لايرى احدا سوى سماع هدا الصوت الجميل الذي ..يقول يا عا زف الناي تعالى..لا تخف....فيسرع .للهرب عائدا الى بيته وهو يقول يبدو انني جننت من شدة العزف الحزين.
....عائدا للبيت وهو يردد ماذا أصابني لقد جننت....وبقي ذلك الصوت الدافىء يناديه يا عازف الناي..ياعازف الناي..فمن هلعه الشديد..يصرخ ويقول..ماذا فعلت بي أيها الناي ثم يتوقف وينضر اليه..ويقول..وكأنك ايها الناي بك سحر قد يقضي علي ..وبمرارة يقول عليك اللعنة ايها الناي اتعبتني..وجعلتني انزف دما..والان سيصيبني الجنون ..وهو يردد لماد..لمادا.. وينفجر بالبكاء الشديد وهو ينزل ركبتيه على الارض..يستمر في بكائه..ودموع حزنه وخوفه..تنزل على الارض حتى نال منه التعب ..وفي دلك الظلام القاتم....فاذا بشيىء ينير ..أمامه ..ينظر اليه ليراه فيجد نورا . ساطع.. فيقول ماهذا...........فيبدأ هدا النور يضعف شيئا فشيئا..حتى يرى ويتفاجأ ...بجميلة وكأنها أميرة من زمن الأميرات .....وبصوت رقيق تقول له سمعت ألحانك التي كلها أمنيات وتخيلات لأجمل الجميلات......أريدك أن تعزف لي عزفا للعاشقات... وستكون الليلة من أروع اللقاءات فسر معي لنغني اجمل الأغنيات...ولكم من فريد عازف الناي كل التحيات ...........يتبـــــــــع ....كلمات / عيســـــاني فـريــــد (عـــازف
النـــــاي.) حقوق محفوظة