مجلة كل الخواطر / اختناق أنفاس للشاعرة / منيرة الغانمي

تسافر روحي كل يوم إلى ذاك المكان البعيد 
حيث كانت تنشد اللقاء دوما 
اين غرست الوعد الودود بالبقاء 
فكانت ثماره الوفاء و الإخلاص
سفرها هذه المرة كان فوق رغبتي 
و ملحا إلحاحا غايته كامنة بالذات 
حقا أنا لم أدرك كنهها هل هي لحظة الفراق
أم ذكرى تخامرني مع أوجاع الماضي 
أم أخداش مخالب الغدر تخنقني حين أذكرها 
الماضي مجاله عمه الضجيج و الصخب 
لطالما اختنقت أنفاسي بسياطه 
أهاب ذكراه و أحتاجها دليل حياة 
فما طعم الحياة إن لم تكن حُـبْـلَى بالذكريات 
هي زاد الروح و غذاؤها 
بها تستطيب الحياة رغم المعاناة 
أين نسلك أدراج رحلة طويلة الأمد بين الحنين و الأنين
و من أين لي بالهدوء و النفس تأبى الاستكانة
إلا في محراب صلوات الروح تذكرا 
تفكرا و شوقا يستوطن قلبا مشتاق لأطياف راحلة 
تجالسني عنوة لتهامسني 
بذات الشوق و الحنين 
أعانقها باكية متمنية منها اقترابا قد يسعدني 
فأدرك حين اقترابي بُعْدَ مداها