غار النبع و مات اليراع، و من يرد الصدى يا مهجتي، أيا موسم ضيع فيه حلمي بجذبه أبجديته ، و صنع من عمري الأيام العجاف، أرفق بفؤاد أتعبه حمل مسائها ، يهوى بأثقاله نحو الغروب ...
هذا آخر الدمع يسكبه جرح قارحة تحتضر، على أحرف أسطورة أجبرتها على الرحيل قساوة الكلمات، خالية مدينة عشقي، يا مهجتي، تصارع الفناء بسذاجة الذكريات، أنحنت أعمدتها، و تهاوت قصورها، و على أطلال الأمل تعزف الريح أنغام حبيبة ترهبنت، في دير حب سادية تنساق إلية، تردد تأبينية حب قدمته قربانا ...
بحبيبات الرمل تمحي عواصفها أثري، و بحبيبات أثر مرورها تصفعني و توخزني...تدفعني إلى حيث لا أدري ..
لا تكترثي، سأختفي في زحام الظنون، و يندثر إسمي حرفا حرفا من ذاكرتك، تذروه صرخة الجحود، و أترك لك الزمن الجميل بما فيه، و حتى المكان إذا استكثرت فيه وجودي، أعاهده أني لن أعود إليه...
ما أنزلني بجوارك إلا تعب الأيام، هنيهة تتنفس الروح و يخف الأنين، ثم نشد الرحال إلى وطن، لا يعرف طريقه زيف الشوق، و لا يشتد إليه غموس الحنين...
خففي وطأة الحرف على أديم أصالتي، فوالله ما جبلنا إلا على الصدق برسم الريشة و مشرط اليقين ...
قولوا لحواء عني، أنه لا يزال في العرب رجال أكرم و أعظم مما تتصورين ، فأوردي القلم من حبر حماك بلجام الإنصاف، فوالله ما لك من غير الزند الأسمر سياج ، و وسادة، و درع متين .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 30 مشاهدة

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

549,746