جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
هذه قصيدة يا عارم الطرف التي تحتوي على 108 أبيات و إليكم الجزء الأول منها
***************************************************
يَا عَارِمَ الطَّرْفِ
******************************************************
يا عارم الطّرف خَفِّفْ سَوْرَةَ السُّهُمِ
جاءت تَسُورُ بـما في الطّـرف من عَرَمِ
لَحْظٌ يُكِلُّ لعين الشّمس، شــائِـــمُك
عينـاه إن رَنَّقَتْ ما كلَّ من وَسَـــمِ
صَلْيٌ النِّبَــــالِ يُصيب القلب تُرسله
يلتذ رانيك في مرمــــاك و هو رمـــي
يغشـــــاك وَسْنٌ به التَّذْبيلُ مُنْتَهِبٌ
وَسْنَـــــانَ مــا نُبِّهَ من مَيْسَمِ الحُلُمِ
يـــا غُصْنَ بَانٍ رخيمُ الدّلِّ دلَّ علــى
بدرٍ كليمٍ ، جــــراحي هالة ودمــي
أقمت حبَّكَ فــي قلبـــي ففــــارقني
خلوُّهُ فربـــا و العقـــل لــم يُـقِــمِ
إن السِّهــــام إذا ضُــمَّـتْ تضرّمنـــي
هـــلاّ تُـنَـجِّمَ تلك الأسْهُمِ الــضُــرُمِ
من صبح وجهٍ وليل الشَّعْرِ زانهـمــــا
جَمْعٌ لضدّيــن، لـفّ الـنّـورَ بـالـظُّلَمِ
لولا الظّــلام لكــان الــنّـور مُـنَـتَـبَـذًا
والنّور لو لـم يكن ما هِمْتُ بالعَتَمِ
ضدٌّ يســـــامر ضـدّا وهـــو يلـثـمـه
سـحرٌ بـسحرٍ بـسحرِ اللّيلِ مُلْـتَـثِــمِ
حَرُّ الــمنـاسِمِ هجــر الصَّبِّ في كدر
يروي إذا صبَّ صفو الوصل كالسُّنُمِ
و يسـقنـــي مـن مَذَابِ السَّجْمِ رَيِّقَهُ
ريَّــا الـرُّضَــابِ بِـسُـكْرٍ فيـه مُنسجِمِ
يُسْرِي نسيــما و مــرسوما به أملــــي
فــي محو رَسْمٍ نــما باليـأس مُرْتَسِمِ
ينســـاب كــالـرَّوْحِ للأزهار ذي رحم
إن هبّ كالــرّيح بالأمــواج مُـرْتَـطِمِ
أنت الطَّبيــب فداوي القلب من عللٍ
بعد الهجيـــر يُدَاوَى الـمَحْلُ بالـدِّيَمِ
إثــر الجفـــاف تــراه خُـضْـرَةً نَـظِـرًا
فالحبّ كـالطبِّ مثل الهجـر كـالسَّقَم
غَـــادَيْـتَـنِي بعـد صـدٍّ شيَّـبَ الـلِّمَمَ
غُدُوُّ عَوْدِ شبـــــابٍ صـــاح في الهَرَمِ
قــالت فــأنت حبيــبٌ لــم أصـارحه
أضعــتُ عُمــري بـسرٍّ فيــه مُكْـتَتَم
ذَكّرتُها الصَّلْــيَ، فاَهتاجت تُعـــاودني
بــمثله غيـــر أنّ الـعَـوْدَ بـــاللّــثَـم
فقلت قد كنت مكلــــــوما أحوم بك
كتمان حبَّك بــي أظنــى و لــم يَحُمِ
مــن حَــالِـقٍ كَـلَـمٌ ســامٍ تكنَّفنـي
كمـــا تكنَّــفَـنـي التّـحليــق بالكَلِمِ
فـي نَصِّهِ لنصــوصــي وهو يكتبهــا
فـــوق السِّـمَـاكِ يَخُطُّ الفـنَّ بـالقلم
و أَسْتَرِقُّ القوافـــي وهـي صــاغــرةٌةُ
أَمْسَكْتُ منها نواصي السَّبْقِ والغَمَمِ
فــأستبيــها تنــادي أنـت عـاصمُني
مثل السّبيّــة نـــادت يـا لــمعتصم