حنين خالد 
الجزء الثاني
..
..
و بينما هي تلاحظ الكون من حولها .. وجدت في وجوه المارة .. وجه ..عليه ملامح النعيم و لكن الزمان قد رسم عليه بعض الخطوط .. هي لاحظتها .. و انتبهت جيداً لها . و شعرت بشعور غريب يدفعها . أن تهرول سريعاً تخرج من حانوتها .. تنادي عليه قبل أن تفقده بين زحام البشر .. 
تقول ( يا هذا .. يا هذا .. توقف أريدك في أمرٍ مهم )..
توقف و استدار ببطٍء شديد لإنه لم يعتاد أبداً أن ينادي عليه أحد .. أعتاد أنه من عداد المفقودين في زخم الحياة .. 
و جاوبها ( أنا ؟ ماذا تريدي سيدتي ؟ ) .. ردت بسرعة ( من أنت ؟ ) .. زادت دهشته أكثر فأكثر .. و جاوبها 
(أتريدين الاسم فقط و ترحلي ؟
.. اذاً اختاري ما شئتِ من الاسماء ) و استدار و أكمل طريقه قاطعاً له .. فقطعت عليه طريقه مرةً أخرى .. و كررت السؤال ( من أنت؟ ) 
فصمت و نظر إلى الحيرة المشتعلة في عينيها 
و قال ( لو قُلتُ اسمي سأذهب ؟ ) 
قالت ( أعدُكَ)
فجاوبها ( اسمي .. خالد ) و استطرد . .. ( أ أذهبُ الآن ؟ )
فصمتت 
و الكلام يُقاتِلُ داخل صدرها يريد الخروج .. و لكنها لو تستطيع التحمل و جاوبته ( أأنت خالد حبيب حنين ؟ ) فجاوبها ( لقد قلت اسمي .. با لله دعيني و شأني ) .. فقالت ( ستذهب و لكن هل سأراك ثانيةً ) .. فصمت و لم يرد .. و عاد لطريقه .. 
وقفت هي تنظر إليه و هو يبتعد و يبتعد .. حتى وصل إلى بيتٍ قديمٌ جداً .. و جلس تحت شجرةٍ مجاورة له .. جلس ليستريح و كأنه كان يمشي على قدميه منذ أعوام و لم يحظى براحة أبداً .. حاولت أن تعود لحانوتها .. لكنها لم تفعل و وقفت تراقبه من بعيد .. و لكن الفضول لم يجعلها تهتم بأي شيء .. و ذهبت إليه .. و قالت ( هذا بيت صديقتي حنين و قد رحلت منذ أعوام .. لماذا توقفت هنا ؟ ) و هو ما زال يحتضن البيت بعينيه .. و يلمس النقوش البارزة على الشجرة و عندها فقط ردت عليها عينيه .. غطت وجنتيه دموع الاشتياق و الحنين .. و قال ( أتعلمين أين رحلت ؟) فقالت (نعم ..لكني .. لقد نسيت الحانوت و نسيت كل شيء و أتيت ورائك هرولة .. هل تسمح أن تأتي معي و نتحدث ) فقال ( إذاً .. اذهبي و سألحق بك ) 
و عادت إلى الحانوت تنتظره .. و قد أخرجت من صندوق قديم بعض الصور و الرسائل القديمة بعضها ممزق و البعض الأخر ما زال يحتفظ بعطر الماضي القريب . 
ثم وقفت خارج الحانوت تنتظر عودته .. و لاح مرةً أخرى .. و ابتسم و اقترب .. و اعتذر بسبب تغلب دموعه عليه و قال لها ( هل...... ؟)
و قبل أن يكمل السؤال أخرجت الصندوق و أفرغت كل ما به امامه و ذهبت لإعداد قدح من الشاي له .. و لم تنطق بكلمة واحدة و تركته ..
..
بقلمي 
أحمد الأكشر 
 للقصه بقيه 
يــــــــــــتــــــــــــــــبــــــــــــــــــــع

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 29 مشاهدة

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

504,691