" سـاكن الأعماق "
::
:::
::::
ما عاد صوتي يُرعبُه صوت الصقور
و لا صوت البحر الآتِ من الأعماق
قادر على أن ينتشلني من الظلام
كل الأصوات باتت تزعجني
فمنذ الصبا فارقتني لذة الأحلام
أتوه حيرة و الحروف ترسمني
حقيقة تخالطها الأوهام
سيدي أعياني فَقْدَك
و أنا التي أناجيك من فرط الشوق
و عذابات الوجد و الهيام
خذلتني نفسي و النبض تحداني ساخرا
متى ستقولين سيدي ارحل بسلام
و لتحيا روحك السكينة هنيهة
دون أن تلاحقها أطياف الحب و الغرام
خارت قواي شوقا و أنا أحدثك
لتسكن الغياب طيفا
لأعيش لحظة أمان
فما عادت العين برؤياك قريرة
و لا النفس العليلة ما زال يسرها عزفك للأنغام
مُر طيفك الذي يسكنني
أن يغادرني دون كلام
فهل يُجدي العِتاب و الملام مع اهماله وتجاهله العنيد
سيدي أنت رغم الظلم و العناد و البعاد
و قسوتك و جبروت الهذيان بك
و الطغيان
لا تلمني و أنا العاشقة لروحك
منذ البدء و ما كان حبي لك زيفا و لا خداعا و لا افتراء
أحببتك حقا و صدقا و ما كانت مشاعري تجاهك يوما
كذبا و لا ادعاء
ابكيك و شبح النهاية يفتك بي
فكيف للفراق أن يحكمني
و أنت المستوطن لروحي
و الساكن بأعماقي
دمِي أنت السابح عُنوَة في الشريان
فكيف لي بالعيش دونك ؟
أحاول جاهدة أن أسدل الستار مع كل خذلان منك
و أصفق للنهاية الدمار
و أضحك باكية
و القلب في انشطار بيني و بينك
لا يقبل مني بالبعد خيار
فهل نطقت أحبك يومها عبثا
أم كان محض صدقٍ قد عاندته عبثية الأقدار
========================
بقلم \\ منيرة الغانمي ـ تونس
==================