قصة " أم محمد "

للشاعر والأديب رمضان عزوز
أم محمد .. أمرأة فى الثمانين من عمرها .. توفيت والدتها بعد أن ولدتها بأيام قليلة .. فقامت أختها الكبرى برعايتها واتخذتها أبنة لها .. ارضعتها .. وكانت لها الأم والاخت .
أم محمد .. لم تتعلم .. فلم تذهب يوما إلى المدرسة ... لكنك عندما تجلس إليها تشعر بأنك تجلس امام الحكمة نفسها ...
تعلمت من الحياة دروسا .. لم يتسنى للكثيرين أن يتعلموها .. 
تزوجت .. وعاشت سعيدة مع زوجها وأولادها الخمسة .. فجأة توفى زوجها اثر حادث أليم ... تاركا لها ارثا من الأولاد .. ولد وأربع بنات صغار ..وهى كانت فى ريعان الشباب .. كانت جميلة .. هكذا تنطق ملامحها .. ماذا ستفعل .. هل تتزوج من رجل آخر وتترك أطفالها لجدهم يرعاهم هو وتتفرغ هى لمن تتزوجه .. لا وألف لا هكذا قالت لنفسها .. كانت أما فاضلة .. ضحت بعمرها وشبابها وجمالها من أجل أن تربى أولادها وتعلمهم .. ولم تدخر وسعا فى تربية اولادها .. أنفقت اموالها التى ورثتها عن والدها .. حتى تخرج الاولاد من الجامعة .. منهم الطبيب والمهندس والمحاسب .. والمدرس .
هكذا علمت أولادها .. وهى التى لم تذهب يوما الى المدرسة .
.. لكنها حقا .. مدرسة .
بقلمى .. رمضان عزوز
 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 38 مشاهدة
نشرت فى 18 مارس 2015 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

504,691