(مجلة كل الخواطر) تــعـــالـــي _ للأستاذ الأديب الكبير/ أبو زيد عبد الله

تــــــــــــــــــــــعالى ...
تعالى لتحرريني من لغو الرجولة الذي أرهقني فليس هناك أروع من أن أكون بين يديك طفل مدلل
تعالى فلقد أجلت طلوع فجرى وأوقفت غروب شمسي لتصنعي لي حظي السعيد بجمال حضورك 
تعالى فمازالت انتظر لحظه يقين تجمعنا أقتل بها كل ما تلبسني من شك
تعالى فقد اسكن برد جفاك كل ما كان بي متحركا ..
تعالى وأسرعي الخطى لتلحقي بربيع عمري قبل أن يحتل الخريف كل تفاصيلي 
تعالى فنوافذ انتظاري الحزينة ملت من وقوفي الطويل عليها 
تعالى فما زالت انتظر أماله من إبريق حنانك لتغتسل به كل أوجاعي 
تعالى فسأحبس في فخ قلبي طيور عتابي المفترسة ولن أقيم حواجز العتاب الخانقة في طريق عودتك 
تعالى فبرغم انطفاء الحريق الذي بداخلي سيبقى توهج الرماد مندلع
تعالى فلقد أسرجت لك خيول حنيني فمن غيرك قادر على أن يوقف صهيلها
تعالى لتخلصيني من رتابة وقت عنيد يتمدد بكل نداله فوق مساحات شوقي ويرفض تقليص نفسه ليمتعني بك 
تعالى لتعيدي ابتسامه عمري التي غابت خلف أبواب حزني الموصدة 
تعالى فمازالت أقف على حافة أحلامي التي رتبتها بالقدر الذي يليق بك وأخاف ان تسقط نفسي من قمتها 
تعالى فمازالت روحي ترتجى منك لحظه دفء لتذيب بها جبال جليد أوجاعي 
تعالى لتخبريني ماذا افعل حين يشتريني الخوف ويتملكني العجز وأنا أفتش عنك في ممرات ذاكرتي الضيقة 
تعالى لتبصري حروف بوحي التي لم أزح عنها الستار لأحد سواك 
تعالى فلست افهم لماذا تجرني فسحات الليل لشغف مسكون بك حد الجنون وأكثر 
تعالى لتحفظي لي ما بقى من عزه نفسي الجريحة بعد أن أرهقها طول النداء
بقلم ابوزيد عبدالله ..