جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
مخاض الوداع الكسير
ما تزال هناك بين ذرات
الرفات تحضن الثرى
تجمع الغيث في أقداح
الزمان لينمو الحضور
تلملم الحصى لتشيد قصر
للاشتياق
وما أزال هنا عابرة سبيل
على مفرق الوداع أقف
بيني وبينها طود من الأغنيات
وهمهمات حنجرة تظلني
بيني وبينها أصداء ذكرى تضمني
وخطى تلتف جدائلها أنين
ما تزال هناك تتلو الصباح
تعويذة للخطى
تحيك من أنات الدهر الدعوات
وما أزال هنا تعض نواجدي
سورة الرحمن
أهز الفجر ليأتي مسرعا لأغفو على بساط الذكرى
وأذكر التسبيح على أنامل أصداها
ما تزال هناك وما أزال هنا
بيني وبينها أنات الشتاء
ما تزال الذكرى تأكل فوق رأسي
بيني وبينها أحداق تئن من هول الغياب
وأنا غريقة الإرتطام
تطاردني الحياةفأهرب الى أحضان الذكرى
ما تزال هناك وما أزال هنا
حيث الغسق أسدل الروح للصباح
حيث الندى أطفق الهيام للياسمين
حيث الأمل يبزغ من فوهات الصخر
حيث الأماني تغرق في بحر اليقين
حيث الحرف يجذف في زورق الكلمات
وعجوزا يعاتب الزمن لبركة عمره
وطفلا يكتب مهد المستقبل
يهدم الحياة ليشيد الرفات
حيث غواني الكذب أرهقن الصدق
ما تزال هناك تستجدي الثرى فوهة
لتختلس ستارة الحياة فترقب خيمتها
التي غافلت الدهر فغفل عنها
وغدت أسيرة بحبال الأطلال
ما تزال تستجدي الفوهات فوهة حضور
لترنو إلى خيمتها التي تدافعها عواء الريح
ما تزال هناك تصمت الثرى لتسمع ناي الخطى
وما أزال هنا أحمل غياهب السنين
أصعد طودا لأشيد المستقبل على وجنتي الأمل
ألمع أحداق الصباح أغسلها بأجاج الندى
ألف معصمي الجدائل بألامل وامضي
فيا أماه تتهادى السنين وداعا بلقاء
ليعانق فبراير الغروب بفبراير الذكرى
وأقف على حافة الشمس
ألف رؤوس الأقلام بخلجات الصحائف
وأهم لسبك حرف في ذكراك
أيا أماه أنا أنت عابرة سبيل
سلتقي في الوطن البرزخي ذات حين
.....جيهان علي.....