لحظة شرود
كادت أن تقع فى الخطيئة ,حيث ان جارها كثيراً يلح عليها ويمطرها بكلمات ونظرات الإعجاب , لكنها تقاومه وتهرب من الحاحه , ودخلت الى حجرتها ثم جلست على سريرها , ونظرت للمرآة المقابلة وهى تحدق فى ملامح وجهها , وبجانب المرآة صورة قد أحضرها زوجها , وكانت للمرحومه والدته , ولأول مره تدخل صوره إلى بيتهم ببرواز , على مدار ثمانية عشر عاماً , لأنهم لا يعلقون الصور . ثم شرد فكرها وجلست تحدث الصوره وتحكى لها عن سبب حزنها وهى المرة الأولى , التى تحكى بها لأحد , عن أوجاعها , لأن مجتمعها الشرقى لا يعترف بحق المرأة فى التعبير عن مشاعرها , وحاجتها الجنسيه . فقط من حق الرجل ان يشكو تقصير زوجته , وفرت من عينيها الدموع تحسراً على عمراً ضاع , وجسد يشتاق للمسات حانية دافئة تطفئ تلك النيران التى ألمت به تشعره بوجوده وتفجر تلك المشاعر المكبوتة لهذا الجسد الجميل الذى نال منه الحرمان , وقالت للصوره ابنك رجل لم يتبقى منه غير أسماً وجسد جميل الشكل فقط , وظلت تسألها الف سؤال ! كيف تحملتى معاشرة رجل أكبر منك بخمسين عاما ؟ وانتى فى قمة الجمال ! ولماذا وافقتى على الزواج من رجل بهذا العمر ؟ هل أجبروكِ على الزواج به ؟ وهل كان يملك من القوة ما يرضى رغباتك ؟ ! لا أظن ! , ولكن اراكى امرأة صبرت وتحملت الكثير , ورغم المى من عدم اهتمام ابنك بحالته فسوف اتخذك مثالاً للصبر , وسأظل صابرة حتى لو أصابنى مرض السكر وبترت قدمى مثلك , وهذا من أجل أبنائى , ثم سمعت آذن العشاء , فقامت لتتوضأ .
بقلم أسماء محمد محمد
......................................... اتمنى القصه تعجبكم
بقلم أسماء محمد محمد
......................................... اتمنى القصه تعجبكم