أنا وأنا والمطر ..
ايها الشتاء القادم على جمر من لظى اشواقى والسارى بعمري حد الفناء مد يمينك لتصافح صواعق شوقى التى تبرق وترعد ابتهالا بقدومك فما اروع أن نلتقى أنا وأنت وأنا بعد طول غياب .
فهل يا أنا مازال عشقك للمطر يغريك حد الجنون ؟
وهل أيقظك من نومك ليلاً حين توالت سقوط حباته على زجاج نافذتك
لتفتحها على مصرعيها وتمد يدك خارجها لتصافح سقوطه كما تواعدنا
فمع كل حبه مطر تلامس ناعم يداك ستجد سلامي يعانق اكف اللقاء فمازالت اذكر حلمنا بأن يجمعنا لقاء ماطر بليله شتويه كليلتي هذه أحاكيك الان وانا اتجول بشوارع مدينتى التى كنا ذات يوم فيها نجوب وتساقط المطر له وقع رهيب حين تنقر زخاته زجاج سيارتي فتدغدغ خلجات حنيني وتطربني كصوت ميادة الذى يشدو الان (بنعمه النسيان) فأتحسس مقعدك بجواري الذى قد خلا اليوم منك كخلو الشوارع من المارين فيها وهم مختبئين تحت مظلاتهم هروبأ من المطر الذى يلاطفني رزازه من عبر ناقذتى التى تعمدت فتح زجاجها لاستمتع بنشوته الباردة كنغمه كانت غافيه فى جوف ناى فكيف هم عنه معرضون وعن هذا السحر الذى يمنحه سقوطه على جباههم متنازلون ؟
فتعالى يا أنا لنخبرهم عما يفعل الشتاء بنا حين تنبش أمطاره في جوارير عمرنا فتخرج منها براءة طفولتنا كما تخرج رائحة عطرعتيق من فوهة زجاجه فارغة كانت قديماً فى طي ملبسنا .
تعالى لنخبرهم عن شهقات الحنين التى أثملها الانتظارعلى أعتاب الفصول ففى مسالك أرواحنا ترتصف أوصال عشقنا لشتاء يرمم مواجعنا ويمطرنا بحلو الذكريات لنبتل حد الغرق من قطراته التي سأجمعها لأجلك بين كفي لتتذوق منها شهد اللقاء .
تعالى فلن اتوقف عن شغف يسري بعمري سريان النار فى الهشيم .