((( مُحــَــــــــــــــال )))

يا أنتِ ... يا فَريدةَ الجمَالِ
يا أنتِ ... يا قَصِيرةَ الخَيالِ
أنتِ لم تَأخٌذِى عَنِى فِى الحٌبِ غَيرَ القشُور
يا أنتِ ... لا تكونى قليِلة الأمَال
فأنتِ لمْ تُدْرِكِى مِنْ عِشقِى سِوَى قدرٍ يَسِير
فهَذىِ فَقط مُجردٌ بِدَايةٍ ...
ها أنتِ السِندريِلا ... و أنَا أَمِيرُكِ ... أنَا الأَمِير
و هَذِى أولٌ حَلقةٍ فَقط ...
فِى مُسَلسِلِ هَوَانَا المُثِير
نِجْمٌ صَغِيرٌ صَغِيرٌ ...
كَوْكَبٌ صَغِيرٌ صَغِيرٌ ...
فِى مَجَرَةِ الوَهمِ السَرمَدِىِ الجَمِيل
فِى فَضَاءِ الشَوقِ الغَامِضِ الكَبِير
و مَازَال أمامُكِ لتُدرِكِى مِنْ الأَسرَارِ ... الكَثِيرُ و الكَثِير
**************
فأنَا لَمْ أهمِسُ شِعْراً عَلىَ بَابِ أُذُنَيكِ ... بَعدْ
و لَمْ أُذَوِبُ أَسفَلَ أذُنَيكِ عَلىَ كَأسِ شَفَتى ... بَعدْ
و لَمْ أُقَبِلُكِ خَلفَ أُذُنَيكِ ... لَمْ أُقَبِلُهَا بَعدْ
أنَا لَمْ أَجْعلُكِ مِثلَ عَصفُور بَرِى
يَطِيرُ فِى مَكَانَهِ مِن الوَجْدِ ... بَعْد
أنَا لَمْ أَرسُمْ عَنَاقِيدَ الفُلِ بِطَرفِ خِنصَرِى
عَلىَ جِيدِكِ المَرمَرِى ... بَعْد
وَ لَمْ أتَسَلَق خُصلاتِ شَعْرِكِ الفِضِى
لَمْ أتَسَلق خُصلاتِ شَعْرِكِ الذَهبِى
لَمْ أتَسَلق خُصلاتِ شَعْرِكِ المَروِى بِمَاءِ النِيلِ ... بَعْد
أنَا لَمْ أنقُشُ بِإِبهَامِى وَجْنَتَيكِ الوَردِيَتَينِ ... بَعْد
أنَا لَمْ أُبحِرُ قَارِباً و شِرَاعَاً أسطُورِياً فِى عَينَيكِ ... بَعْد
و لَمْ أَختِم مَا بَينَ عَينَيكِ بِخَاتَمِ العِشقِ الأَزَلِى
مِنْ شَفَتَيى المُتَوَهِجَتَينِ ... بَعْد
أنَا لَمْ أَنتَهِ مِنْ رَبطِ عُقدِ اللَؤُلؤِ خَلفَ عُنُقكِ ... بَعْد
و لَمْ أُسكِرُكِ بِخمرِ أَنفَاسِى اللاَهِبةِ
عَلىَ مُحَيَاكِ البَدِيع الوصفِ ... بَعْد
أنَا لِلآَن لَمْ أُعَمِدُكِ فِى مَسبَحِ الحُبِ ...
أنًا لِلآنَ لَم أعطرُكِ بِميَاهِ المُحِيطِ السِرىِ ... بَعْد
فلِمَ ... تَهرُبِينَ الآَن؟!!!
و كَيفَ ... تَنسَحِبينَ الآَن؟!!!
فَهَلْ ... سَتَعيِشِينَ بَعدَ الآَن؟!!!
وَ نَحْنُ ... لَمْ نَبدَأ القَصِيدةَ بَعْد
****************
تَعَالَى لتَرَى رَبطَاتِ عُنُقِى المُبَعثَرةِ فِى الغُرفةِ ...
فَوضَوِيةٌ هِى و لَكِنَهَا مُذهِلةُ الألَوانِ ... فَائِقةُ الجَمَالِ
إِحتَسِى مَعِى قَهوَتِىَ المُرةِ
جربيها و لو مَرةً ... رِشفَةٍ تِلوَ أُخرىَ
فَإِنهَا تُذهِبُ العَقلَ ... وَ تَبعَثُ عَلىَ الخَيَالِ
أِجلِسِى كَى أغسِلَ قَدَمَيكِ الصَغِيرَتَينِ
أِجلِسِى حَتىَ أَغسِلَ قَدَمَيكِ المُتعَبَتَينِ ...
بِمَاءِ الوَردِ المَمْزُوجِ بِأَعذَبِ الأمَالِ
إِستَرخِى حَتىَ أختَارَ لَونَ الطِلاءِ المُنَاسِب
كَى أضَعهُ عَلىَ أظَافِرِ يَدَيكِ ...
ثُمَ عَلىَ أظَافِرِ قَدَمَيكِ
إِستَرخِى كَى أُعَطرُكُ بِعطِرٍ مَصْنُوعٌ مِنْ المُحَالِ
وَ قِفِى بَينَ زِرَاعَاى
كَىْ أَفرِكَ الحِنَاءَ الفِرعَونِىِ بِشَعْرِكِ الطَوِيلِ
وَ أُمَشِطُهُ لَكِ بِمشطٍ عَاجِىِ
فَيَرقُصُ عَلىَ كَتِفَيكِ مُنسَدِلاً أَيَمَا إِنسِدَالِ
تَمَدَدِى عَلىَ أَرِيكَةِ الزَمَانِ
وَ سَأَحكِى لَكِ جَمِيعَ القَصَصِ الرَائِعةِ
عَنْ عَنتَرةَ العَبْسِى ... عَنْ رُوميُو ...
جَالِيفَر فِى بِلاَدِ العَجَائِبِ
سَأَحكِى كُلُ مَا لاَيُصَدَقُ وَ مَا هُوَ ... مُحَال
سَتَعِيشِينَ لَيْلاً مَوصُولاً بِليلٍ
لا نَهَارَ فِيهِ ... لا شَمْسَاً ... لا حَرَاً
سَتَكُونِيِنَ بَطَلةً حَقِيقِيةً ... و أنَا حُلمٌ لا يَزَال
كُونِى مَعِى كَثِيرةَ الآمَالِ
كُونِى مَعِى وَاسِعَةَ الخَيَالِ
فَمَا إِختَزَنتُ مِن العِشقِ لكِ ...
مُحًالٌ أنْ تُدرِكِيهِ .... مُحَـــــــــــــــال
............................................
إيهاب الشابورى ... من ديوانى (رساله إلى حبيبتى فى العيد)