جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة

الحرية منحة وعطية من الله .. لقد خلقنا الله أحراراً ولم نكن عبيداً إلا لله الواحد القهار ، الحرية كالهواء والماء بالنسبة للإنسان ، أما تقييد الحريات كموت الذات وعلي الإنسان أن يراعي تقنين حريته ولا يطلق لها العنان وهو رقيب علي تصرفاته حتي لا يؤذي بتصرفاته الآخريين ، وعلي الآخرين منح المواطنين فسحة من الحرية وبالذات بعد أن حرموا منها لعقوداً من الزمان عاني خلالها الشعب من القيد والسجن وتكميم الأفواه ولم يكن في إستطاعته التعبير بحرية عن مكنونات داخلية إعتراضاً علي أخطاء وسيطرة الحاكم وأبناءه والمقربين وحزبه علي الوطن صبر سنين حتي جاء وقت الإنفجار فدفع لآجل الحصول علي حريته النفس والنفيس ودماء سالت علي الطرقات وفي الميادين وصد بصدرة رصاصات الأنين والألم ولم يستكين واصل نضالة لتحقيق المستحيل وحصل علي مبتغاه ورحل نظام الطغـاة وإستنشـق هواء المعاناة وشعر بأن الحلم الذي إنتظره سنين جاء بهواء عليل وكُسر القيد وعمت الفرحة أرجاء البرية والمدن المصرية وفتحت أبواب السجون لأناس عانوا الكثير وسجنوا لأن كلماتهم وأقلامهم ونقدهم كانت بمثابة رصاصات في صدر النظام البائد المستبد .
سؤالي البرئ : هل الثورة العظيمة قامت لسيطرة جماعة أوعشيرة علي الوطن أم قامت للعيش والحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية ؟
تأملنا الخير في مستقبل وأمل جديد وحرية تعم أرجاء البلاد ولأن الشباب الثائر لا قائد لهم وقف الكثيرون منهم خلف مرشح الإخوان بعد أن وضعتهم الظروف أمام مرشح الفلول مع أن الكثيرون كانوا يتوجسون وراهنوا علي المضمون ووقفوا خلف مرشح عاني من قهر النظام السابق وكان في السجون وبثورتهم كانوا سبباً في إخراجه من السجون ، تأملوا الخير بنظام جديد ونسيم الحرية آتي هذه المرة من غرف القيد والسجون وإذا بوطن يعود لما كان عليه من قيد للحريات وقتل الشباب وتكميم الأفواه لا جديد تحت سماء مصر تحول الوطن لعشيرة وجماعة وأقتناص المناصب العليا المهمة للدولة لفئة قليلة للسيطرة علي الوطن ولم يشعر أبناء الوطن والشباب الثائر بتغيير وإذا به ينادي بإصلاح الأحوال والعيش والحرية والعدالة الإجتماعية التي سالت الدماء للحصول عليها ، وإذا بالدماء تسيل والقبض وفتح السجون والسحل والعري الذي جعلنا أمام العالم في خجل من أنفسنا ، لم نشعر بتغيير لا إصلاح تم ولا العيش الكريم حصُلنا عليه ولا العدالة الإجتماعية لمسناها وكأن ما قدم من تضحيات لدخول شعاع أمل وطاقة ضوء من شباك الظلام لتضيئ طريق الأمـل وشعورنا بالسرور لمستقبل مضمون لشعب وشباب عاش مقهور قد ذهب الي القبور مع كل شهيد محمول وعاد قهر السنين وأعطي القانون أجازة والدستور كعكاز مكسور وبدأ الشباب يثور مع أن من يحكم البلاد عند تقديم نفسه قال " أطيعوني ما أطعت الله فيكم فأن عصيته فلا طاعة لي عليكم وأن عصيتكم فقوموني وثـــوروا عليٌ حتي تردوني الي الصواب " . ورأي الشباب وكثير من الرموز من أبناء الشعب أن أمور البلاد كما هي لا جديد تحت سماء مصر تعطيل القضاء بإعلان دستوري مكبل ودستور أعترض عليه الكثير ولم ينظر لإعتراضهم وكأنهم لا شيئ وتحول الوطن الي الجماعة والعشيرة والثورة لم تقم لقيد الحريات وتكميم الأفواه وغزاة جدد لا يسمعون إلا لصوتهم وسرقت الثورة .. من يظن أن الثورة ماتت ولن تحقق ما قامت من آجله وأن القهر سيولد شعب مقهور فهو راهن علي الحصان الخاسر ، الشعب المصري لن يستكين لأنه شعر بطعم الحرية التي دفع من آجل الحصول عليها الغالي والنفيس دم وأرواح وإصابات وسحل إذاً لا تراجع ولا إستسلام وعلي المسئولين العودة للوطن وللشعب والعمل بأمانة للحفاظ علي مكتسبات ثورة عظيمة عيش حرية وعدالة إجتماعية وكرامة إنسانية لشعب عظيم وعليه الإستعانة بأصحاب الخبرات من أبناء الوطن للعبور بسفينة مصر الي بر الأمان .
سؤالي البرئ : هل الثورة العظيمة قامت لسيطرة جماعة أوعشيرة علي الوطن أم قامت للعيش والحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية ؟
المصدر: الكاتب : جمال سالم
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد