أحرز بايرن ميونيخ الألماني لقب بطولة دوري أبطال أوروبا بفوزه 2-1 على مواطنه بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب ويمبلي في العاصمة البريطانية لندن. 
افتتح الكرواتي ماريو ماندزوكيتش النتيجة لبايرن في الدقيقة 59، قبل أن يتمكن إلكاي غوندوغان من إدراك التعادل لدورتموند في الدقيقة 69، وخطف الهولندي أريين روبن هدف الفوز لبايرن في الدقيقة 89.
وبات بايرن قريباً من إحراز الثلاثية التاريخية ليصبح أول فريق الماني يحقق هذا الانجاز في حال فوزه على شتوتغارت في الأول من حزيران/يونيو المقبل في المباراة النهائية لمسابقة الكأس المحلية.
كما أصبح مدربه يوب هاينكيس الذي سيترك مكانه للإسباني جوزيب غوارديولا رابع مدرب يحرز اللقب مع فريقين مختلفين بعدما تذوق طعم اللقب مع ريال مدريد الإسباني عام 1998.
معطيات تاريخية
بفوزه أكّد الفريق البافاري مرة جديدة أنّه واحداً من أكثر الفرق نجاحاً في مسابقة دوري أبطال أوروبا، إذ يصنّف كرابع أكثر الفرق التي خاضت نهائي أمجد الكؤوس الأوروبية بـ 9 مباريات نهائية، لكن فخر ألمانيا سجّل هزائم في نهائي الأبطال فاقت نجاحاته، فقد خسر اللقب في خمس مناسبات أعوام 1982 أمام أستون فيلا الإنكليزي، و1987 أمام بورتو البرتغالي، و1999 أمام مانشستر يونايتد الإنكليزي و2010 أمام إنتر ميلان الإيطالي و 2012، أمام تشلسي الإنكليزي، ونال اللقب في أربع مناسبات أعوام 1974 أمام أتلتيكو مدريد الإسباني و1975 على حساب ليدز يونايتد الإنكليزي و1976 أمام سانت إتيان الفرنسي، ويعود آخر لقب للفريق البافاري إلى عام 2001، عندما أحرز اللقب أمام فالنسيا الإسباني بقيادة المدرّب القدير أوتمار هيتسفيلد.
في المقابل فشل بوروسيا دورتموند في إحراز اللقب الثاني في تاريخه بعد الأول عام 1997 على حساب بوروسيا دورتموند، في ثاني مباراة نهائية له في المسابقة.
  بداية المواجهة الألمانية جاءت سريعة، خاصة من جانب بوروسيا دورتموند، الذي اعتمد الضغط العالي في مناطق بايرن، فاقترب البولندي روبرت ليفاندوفسكي من افتتاح النتيجة منذ الدقيقة الثانية لكن تسديدته وجدت أمامها المدافع البرازيلي دانتي، الذي حوّلها إلى ضربة ركنية "لأسود فيشتفاليا".
وفي الدقيقة 14 عاد ليفاندوفسكي ليقلق راحة المدرّب يوب هاينكس من تسديدة مُتقنة حوّلها الحارس مانويل نوير إلى الركنية، وتواصل الضغط الكبير لأسود فيشتفاليا على مرمى نوير، الذي عاد في الدقيقة 15 ليبرز مهاراته أمام البولندي الآخر ياكوب بلاتسيكوفسكي، واضعاً الكرة في الركنية مرّة أخرى.
إلى حدود الدقيقة 20 لم يسجّل بايرن حضوره في نهائي ويمبلي، وبدا الفريق البافاري تائهاً وسط العنفوان الأصفر لأبناء الداهية يورغن كلوب، وكان العنصر الأبرز في تشكيلة يوب هاينكس هو الحارس مانويل نوير، الذي تصدّى لمحاولة جديدة حملت توقيع سفين بندر في الدقيقة 22.
ومع أوّل تهديد خطير لبايرن في الدقيقة 26 كان الكرواتي ماريو ماندزوكيتش قريباً من افتتاح النتيجة للفريق البافاري لكن تألّق الحارس رومان فايدنفيلر والقائم حالا دون الإعلان عن الهدف الأوّل.
ومع تواصل مدّ بطل ألمانيا على شباك فايدنفيلر كاد الهولندي أريين روبن أن يفتتح النتيجة لكنّ الحارس الدولي الألماني وقف سدّاً منيعاً وتألّق في إبعاد الكرة إلى ركنية في الدقيقة 28.
   المدّ والجزر في بحر النهائي المثير تواصل، إذ انفرد ليفاندوفسكي بالحارس نوير، لكن الأخير استمات في الدفاع عن حصون بافاريا وحافظ على شباكه نظيفة أمام المحاولات الخطيرة لـ"أسود فيشتفاليا".
في آخر دقائق الشوط الأوّل لم يستغل روبن الخطأ الدفاعي الكبير من جانب ماتس هوملز وفشل في زيارة شباك المتألّق فايدنفيلر في الدقيقة 44. 
   النصف الثاني من النهائي الألماني على الأراضي البريطانية جاء لمصلحة الفريق البافاري، إذ تعدّدت المحاولات على مرمى فايدنفيلر وكان ماريو ماندزوكيتش قريباً من افتتاح التسجيل، لكن رأسيته وجدت أمامها الحارس القائد في الدقيقة 56.
وبعملية ثلاثية أحبط فرانك ريبيري فخّ التسلّل لدفاع بوروسيا ونجح في تمرير الكرة إلى روبن المتوغل من اليسار ليمرّرها الأخير إلى ماندزوكيتش، الذي لم يرفض الهديّة ووضع الكرة في الشباك الخالية مُعلناً تقدّم بايرن في الدقيقة 59.
   "أسود فيشتفاليا" لم يستسلموا وحافظوا على هدوئهم أمام السيطرة البافارية بعد الهدف، وأعاد يورغن كلوب ترتيب أفكاره وإعادة لاعبيه إلى المباراة، فجاءت النتيجة سريعاً، إذ حصل ماركو ريوس على ضربة جزاء إثر تدخّل المدافع البرازيلي دانتي، وتقدّم لها التركي الأصل الألماني الجنسية إلكاي غوندوغان ونجح في تعديل النتيجة وإعادة النهائي إلى نقطة البداية في الدقيقة 69.
   وفي غمرة فرحة بوروسيا بهدف التعادل كاد توماس مولر أن يضع بايرن في المقدّمة من جديد، بعد أن تجاوز الحارس فايدنفيلر ووضع الكرة في الشباك لكن الصربي سوبوتيتش لحق بها على الخط النهائي للمرمى، وأبعدها إلى خارج أرض الملعب في الدقيقة 72.
معاناة دورتموند تواصلت وعاد فايدنفيلر للظهور من جديد أمام محاولات بايرن وكان النمساوي دافيد ألابا قريباً من إعادة التقدّم للبافاري بتسديدة بعيدة المدى تألّق في إبعادها قائد "أسود فيشتفاليا" 74.
   وبينما كانت المباراة تسير نهايتها في الوقت الأصلي نحو تعادل إيجابي تمكّن روبن من خطف هدف الفوز لبايرن في الدقيقة 89، بعد خطأ دفاعي كبير في دفاعات دورتموند استغلّه الهولندي المنفرد ووضع الكرة في الشباك معلناً تقدّم بايرن، الذي استطاع الحفاظ على التفوّق في الدقائق القليلة بعد التفوق، لينجح في رفع الكأس التي راوغته في خمس نهائيات، آخرها العام الماضي أمام تشلسي، وليلحق الفريق البافاري بليفربول الإنكليزي برصيد 5 ألقاب لكلّ فريق، فيما فشل أسود فيشتفاليا في تكرار مجد عام 1997.