ألتهابات الحوصلة المرارية وحصواتها
بقلم
دكتور جمال مصطفى سعيد
أستاذ الجراحة بالقصر العينى
[email protected]
ملاحظة أولية : يرجى الإطلاع على الملف المرفق للتوضيح -
-------------------------------------
تقع الحوصلة المرارية فى الجهة العليا اليمنى من جسم الأنسان تحت الضلوع مباشرة ملاصقة لأعضاء أكثر أهمية مثل الكبد ( الذى قد تكون مختفية داخله بالكامل) والأثنى عشر والبنكرياس . والأثنى عشر هو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة والذى يلى المعدة مباشرة وأول مكان يمر فيه الأكل بعد طحنه وهو المكان الذى يتم فيه خلط الأكل بالعصارات الهاضمة كعصارة البنكرياس والسائل المرارى الذى يفرزه الكبد
والحوصلة المرارية تقوم بدور هام وان كان غير حيويا أى يمكن الأستغناء عنه تماما - بالأستعانة ببعض الأدوية- أذا أصيبت بالتهابات أو تكون داخلها حصوات
والوظيفة الأساسية للحوصلة المرارية هو تخزين أفراز الكبد وتركيزه بمقدار 30 ضعفا ..ولتوضيح ذلك نشير الى ان افراز العصارات الهاضمة من الكبد والتى تحتوى أيضا على سائر السموم التى دخلت الجسم ويقوم الكبد بالتخلص منها ..يكون هذا الأفراز مستمرا ومنتظما على مدار ساعات اليوم ليلا ونهارا ولكن هذه العصارة مطلوبة فقط فى مواعيد شبه ثابته هى مواعيد تناول الطعام ..ولذلك فان عصارة الكبد هذه يتم تخزينها فى الحوصلة المرارية وتركيزها هناك ثم اعادة تصديرها الى الأثنى عشر لكى تخلط بالأكل عقب تناول الطعام لكى يتم هضمه .
وذا كانت حوصلة المرارة تستطيع تركيز سائل المرارة الهاضم والذى يفرزه الكبد بمقدار 30 مرة فانه مع هذا التركيز يصبح سائل المرارة لزجا جدا يشبه العسل المركز وقد يستمر التركيز فى بعض الحالات المرضية أو عند وجود ميكروبات الى الدرجة التى تترسب فيها المكونات الرئيسة على صورة بلورات أولا ثم تلتحم هذه البلورات بعد ذلك بواسطة مواد لاصقة طبيعية كالمخاط او مادة تسمى الليسيثين وهما مادتان طبيعيتان موجودتان فى الحوصلة المرارية تلتحم هذه البلورات والتى تشبه بلورات السكر لتكون بعد ذلك ما يعرف بالحصوات
. وتشكل مادة الكوليسترول الجزء الأكبر من مكونات سائل المرارة وعند ترسيبها فىوجود الظروف السابق ذكرها تتحد أحيانا بأملاح الكالسيوم لتصبح الحصوات فى معظما تحتوى أساسا على هاتين المادتين
وتأخذ حصوات المرارة العديد من الأشكال والألوان أعتماد على نسبة مكوناتها من المادتين السابقتين أو اذا أضيفت اليها مواد أخرى . وأكثر الأنواع شيوعا هو ما يعرف بالنوع " المختلط" والحصوات هنا كثيرة العدد قد تصل الى عدة مئات فى الحوصلة المرارية الواحدة وهى صلبة جدا مثل الزلط وتأخذ اشكالا مضلعه لها أسطح متعددة وحروف حادة ويكون لونها مائل الى اللون الداكن وعادة مايسبب هذا النوع العديد من المشاكل والمضاعفات وتكون أعراضه شديدة وقد تسبب موجات متعاقبة بما يعرف بالمغص المرارى الذى لايعرف آلامه العنيفة الا من عاناه.
والنوع الثانى من الحصوت يتكون من الكوليسترول النقى وعادة ما تكون حصوة واحدة أو أثنتان ويكون لونها هو لون الكوليسترول الذى له لون الشمع الأبيض وتكون مادتها طرية وقابلة للأذابة أحيانا ببعض الأدوية والعلاجات . وسطح هذه الحصوات مميز لأن له نتوءات ناعمة على سطحه وهى بذلك تشبه التوت الأبيض فى الشكل وان كانت أكثر أستدارة وتأخذ عادة أحجاما كبيرة قد تصل الى عدة سنتيمترات أى قد تصل الى حجم الزيتونة الكبيرة أو الليمونة الصغيرة وعندما تكون حصوة واحدة كبيرة الحجم يسميها الأطباء الحصوة " السوليتير" وهو تعبير يسعد المريضات السيدات عندما يصبن بها ويرفع من روحهن المعنوية .
وأعراض التهابات المرارة معروفة لمعظم الناس ويسميها البعض كريزة المرارة وتتمثل أساسا فى آلام فوق السرة تميل الى الناحية اليمنى تحت الضلوع وتكون مصحوبة بميل للقىء وربما قىء فعلى وتزداد هذه الآلام مع تناول الدهون فى الأكل ومعظم كريزات المرارة تكون عقب وجبة تحتوى مثلا على البيض أو الحلويات مثل الجاتوه وتلى أحيانا الجبن الرومى والزبادى كامل الدسم.
والغريب ان آلام المرارة قد تأخذ أشكالا أخرى قد تضلل الطبيب المعالج مثل آلام بمنطقة الفقرات بالظهر وآلام فى الكتف اليمين والأخطر انها قد تعطى ألاما فوق منطقة القلب بالصر على الناحية اليسرى مما يسبب هلعا للمريض على أعتقاد أنه يعانى من أزمة قلبية ولا يتم التأكد من سلامة القلب الا بعد عمل رسم القلب.
وحاليا امكن للأجهزة الحديثة تشخيص حالات التهابات المرارة وحصواتها ويمكن بعمل اشعة بالموجات الصوتية وتعرف- بأسم أشعة السونار - الكشف عن ذلك بسهولة بل ويمكن عد الحصوات الموجودة ومعرفة تكوينها والطريقة المثلى للعلاج وعلاج حصوات المرارة يكون بالعلاج الدوائى عند حدوث الأزمة أو الكريزة وهى نفس الفترة التى يتم فيها الفحوص والتحاليل المطلوبة مثل
تحليل وظائف الكبد ورسم القلب وخلافة وعندئذ يمكن أتخاذ قرار أجراء أستئصال الحوصلة المرارية بالكامل ولايجدى هنا - كما يحدث فى حالات حصوات الكلى - أستئصال الحصوة او الحصوات فقط حيث ان الحوصلة المرارية تستطيع تكوين حصوات اخرى بعد وقت قصير كما انها تكون ايضا قد فقدت وظيفتها
وهى وظيفة غير ضرورية لحياة الأنسان
وعادة يتم استصال المرارة بتالمنظار الجراحى وتستغرق العملية وقتا فى حدود الساعة وبستطيع المريض الأكل والشرب بعد بضع ساعات ويستطيع ايضا مغادرة المستشفى فى نفس اليوم ..ولكن فى بعض الحالات التى يكون التشخيص فيها غيرلا واضحا أو يريد الطبيب فحص بعض الأعضاء الأخرى كالبنكرياس او الأثنى عشر يفضل اجراء العملية بالطريقة المفتوحة اى بالظريقة التقليدية بدون استخدام المنظار الجراحى.
متع الله الجميع بالصحة والسعادة
==============================
للإستفسارات الأتصال بموقع جريدة الوطن العربى