لم يكن لى حظ أن أتابع الحوار الرئاسى الذى أداره الإعلامى عمرو الليثى مع سيادة الرئيس وذلك لظروف خاصة ,غير أنى قطعا أنقذتنى العناية الإلهية من الإنتظار الذى قارب الست ساعات ليأتى بعدها ,فى محاولة لتمكين الشعب بعد متابعته من صلاة الفجر حاضرا لأن بالتأكيد كل من إنتظر وتابع هذا الحوار لم ينم ليلته من فرط الإنبهارمما جاء فى الحوار الذى يعد تاريخى بكل المقاييس
وفى تخيلى بعد أن تمكنت من سماع الحوار – وعلى رواقة – أنه أراد أن يخبر الشعب عن أربعة أشياء هامة وهى
أولا ..... أن الرئاسة لا تدرك معنى عنصر الوقت ولا تهتم به , حتى إنها تجعل الشعب كله ينتظر منذ ما يقرب من الثامنة مساءا الى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل فى بداية الأسبوع وفى ليلة سوف تصبح على المواطن ليستيقظ مبكرا للذهاب الى العمل فى دولة تدعى أنها تهتم لعجلة الإنتاج وتسعى الى دفعها للأمام وتتحجج بأن الإعتصامات والمظاهرات السلمية تعطلها وتقف عثرة فى سبيل دورانها
ثانيا ... أثبت لنا الرئيس نفسه أن الرئاسة ذاكرتها ضعيفة ,فالمجتمع لم يتهم رئيس الوزراء ولم ينسب إليه تحديد روشتة الخبز الخاصة بصرف عدد 3 أرغفة يوميا لكل فرد , فهذه التصريحات كانت خاصة بوزير التموين فقد ذكرها وأكد عليها وأكد على تنفيذها طبقا لدراسة تمت على مجتمع محافظة بورسعيد وأنها نجحت كما أعلن سيادته أنه سيتم تفعيلها على المحافظات تباعا , كما أكد السيد الدكتور الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة فى تصريح له بأن المواطن المصرى لا يستهلك سوى رغيفين من الخبز يوميا والحكومة – مشكورة – قررت صرف عدد 3 أرغفة له – من باب الشهيصة يعنى - ..... غير أن السيد الدكتور الرئيس محمد مرسى جاء فى حواره بعد منتصف الليل ليدافع عن السيد الدكتور رئيس الوزراء الذى لم يأتِ على ذكر إسمه فى الموضوع !!!!!!!!!! ... فهل ينطوى ذلك عن قناعة الدكتور مرسى بإنخراط الدكتور هشام قنديل فى الموضوع وعن ضرورة إتهامه بهذا الجرم الإنسانى فى حق المواطن المصرى ولذلك إنبرى للدفاع عنه دون إتهام صريح موجه له !!!!!!؟
ثالثا ........... جاء ردا على سؤال المحاور للرئيس , ذلك السؤال المباشر ,والذى أعتقد أنه كان مربط الفرس وهو الهدف من هذا الحوار الإخبارى ولا غيره , فقد سأل عمرو الليثى الرئيس سؤالا مباشرا – هل فى خلال مدة ال 8 أشهر , فترة حكم سيادتكم , هل فكرتم فى الإستقالة - أو إنك تمشى , هكذا قالها عمرو – يوما ما ؟؟ ......... وكان الرد من الدكتور مرسى سريعا أبدا , إطلاقا – هذا أمر دونه رقبتى وأشار بعلامة قطع الرقبة يده اليمنى - وأضاف بما معناه أنه لديه تكليف أو ترخيص لمدة 4 سنوات وسوف يبقى لآخر ساعة فيها !!!!!! ........ وفى إعتقادى كانت هذه هى الرسالة الأكثر توضيحا والأكثر توجها والأشد صراحة ,,, أن الرئيس مرسى لا ولم ولن يتنازل عن الرئاسة تحت أى ظرف ولأى سبب من الأسباب
رابعا ........... تغييرا تكتيكيا إستراتيجيا فى طريقة التعامل الرئاسية مع الشعب ,, حيث أراد الدكتور مرسى أن يخبر الشعب عدوله عن سياسة قومونى الى سياسة أخرى أسماها سامحونى ,, حيث أراد الرئيس أن يقول للشعب بأن ليس كل ما يقال يصدق , فقد قلت لكم منذ توليتى عليكم إذا أخطأت فقومونى فوجدت أنى كإنسان أخطائى كثيرة , ووجدت أنى كإنسان لا يعترف بالخطأ فليس لكم على لوم ولا عتاب , ولكن وجدتكم شعب كثير الملاحظة كثير اللوم كثير العتاب وقاعدين لى على الواحدة , ولذلك لاقيتنى موش بخلص منكم ومن أجل هذا ولهذا فيا شعبى العزيز الرايق اللذيذ فقد قررنا تغيير السياسة الى سامحونى ,, إذا أخطأت فأمركم الى الله وعوضكم علي الله وسامحونى بمزاجكم ورضاكم وإلا إخبطو راسكم فى أقرب حيط يعجبكم , لأنه أنا لا ولم ولن أتنازل عن فترة رئاستى وسوف أصر على تقديم رسالتى التى أعرفها الى آخر نفس واللى موش عاجبه ذنبه على جنبه ..... ومثلما يقال صاحبك من بختك , وخلاص إحنا بقينا بتوع بعض ولازم نتحمل بعضنا البعض وعلى الله قصد السبيل
هذه النقاط الأربع هى ما خرجت بها من الحوار الإخبارى لليثى مع سيادة الرئيس والذى غلفه حب الرئيس للشعب المصرى وللجيش وللمعارضة الذى كاد منه أن يشتعل صدور – عفوا قلوب – المشاهدين والذى جعلهم لا يستطيعون الخلود الى النوم قبل صلاة الفجر وقطعا كان دعاءهم جميعا على قلب رجل واحد فى هذه الساعة التى لا يرد فيها دعاء معروف وواضح وجلى ومقبول إن شاء الله
فهل صدق حدسى وهل أصبت بقراءتى للخطاب أم لا ؟؟ .... عموما إذا أخطأت فسامحونى !!!!
ودعاء من القلب أن يغفر الله لى ولكم ويتجاوز أن سيئاتنا إنه أهل ذلك والقادرعليه
ألا هل بلغت اللهم فإشهد