أشرف مدبولي - بي بي سي - القاهرة
أكد الأزهر- الذي يعد أعلى مؤسسة دينية في العالم الإسلامي السني - أن منهجه وأسلوبه يقومان على الشفافية والوضوح واحترام الاخرين وتقدير كرم الضيافة وليس لديه ما يخفيه، نافيا ما ذكره مسؤول إيرانى بأن المؤتمر الصحفي الذى عقده الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد خلال زيارته لمشيخة الازهر مؤخرا كان "مفاجئا أو مدبرا له لاثارة مشاكل بعينها".
وأوضح بيان لمشيخة الازهر صدر ليل الأربعاء أن زيارة الرئيس الايرانى للدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر ولقائه وطائفة من هيئة كبار العلماء اتسم بالترحاب اللائق به ولم يكن في الأمر إلا الإخلاص والشفافية المطلقة.
وجرت وقائع المؤتمر الصحفى للرئيس نجاد، وفق بيان الأزهر، في ظل هذه الروح كما شَد الرئيس الايرانى على يد حسن الشافعي كبير مستشاري الطيب والذى انابه عنه في المؤتمر الصحفي وهو ما تقبَله رئيس البروتوكول والرئيس الإيراني نفسه بالترحاب "ولم يعترض أحد على ذلك حيث لا يشارك شيخ الأزهر فى أى مؤتمرات صحفية".
وأوضح بيان الازهر أنه كان بوسع رئيس البروتوكول أو السفير الإيراني أن يتقدما لإيضاح وقائع اللقاء للصحفيين اذا كان ما ردده بأن المؤتمر أثير فيه قضايا خلافية ويعفي رئيسه من ذلك ولكن هذا شأن الوفد الزائر لا يتدخل فيه الأزهر الذي يعرف حقوق الضيافة وَيرعى الآداب الإسلامية وليس لديه ما يخفيه.
"تدبير لاثارة المشاكل"
وكان رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية أحمد موسوى قد صرح لوكالة أنباء فارس الإيرانية الأربعاء أن المؤتمر الصحفى الذى عقد فى مقر مشيخة الأزهر عقب لقاء الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كان "مدبرا لإثارة مشاكل الشيعة والسنة والقضية السورية وانه لم يكن مقررا أن يعقد الرئيس الإيرانى هذا المؤتمر وأنه كان هناك اتفاق مسبق بعدم اثارة مشاكل خلافية فى العلن وهو ما نفاه الازهر".
وأوضح موسوي الذي رافق نجاد في زيارته للقاهرة التي حضر خلالها أعمال القمة الإسلامية الثانية عشرة "لقد شعرت أثناء المؤتمر الصحفى بأن القضية مدبرة من قبل ... الأمر الذى دعانا إلى التهديد بأننا سنغادر المؤتمر إذا جرت إثارة المسائل الخلافية فى العلن".
وحول صحة محاولة الاعتداء على الرئيس الإيرانى فى مصر، قال موسوى، "أنا وسائر أعضاء الوفد لم نر أحداً حاول رمي حذاء.. لقد حظينا بحفاوة بالغة من المصريين خلال زيارتنا لبعض المناطق ... ولم نشهد إلا احتجاجا من قبل أحد المراسلين أثناء سماحنا للناس بالدخول إلى السفارة خلال حضور نجاد، وهذا أمر طبيعى."
وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت أن شاباً سورياً حاول التهجم جسدياً على الرئيس الإيراني أثناء خروجه من مسجد "الحسين" في القاهرة حيث أدى صلاتي المغرب والعشاء جمعاً، غير أن الأمن المصري حال دون ذلك وألقى القبض عليه.
وقال موسوي "من وجهة نظرى، رسالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وصلت إلى أسماع الشعب المصرى بعد أربع وثلاثين سنة".
وكان أحمدي نجاد قد تحدث للإعلام الإيراني بعد أيام من زيارته للقاهرة عن مشاعر الود والمحبة التى أبداها الشعب المصرى بمختلف فئاته الاجتماعية تجاه الوفد الإيرانى الذى زار القاهرة، واصفا الزيارة بالتاريخية.
وكانت زيارة أحمدي نجاد إلى القاهرة التي بدأت في الرابع من الشهر الجاري وامتدت لثلاثة ايام هي الأولى من نوعها لرئيس إيراني لمصر منذ أكثر من ثلاثين عاما.
وتخلل تلك الزيارة الغاء نجاد تأشيرات دخول السياح والتجار المصريين لبلاده من جانب واحد، وألمح إلى امكانية توسيع الغاء التاشيره ليشمل العلماء والجامعيين.