جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
عجائب القرأن الكريم لا تنتهى .. ولكنها الاعجوبة القديمة الحديثة .. او أن اردت فقل فهم وتذوق الايات الذى يفتحة الله سبحانه لبعض من عباده.
كيف تَعلم مقصود الله بقلبك وعقلك دون ان تُغلب البصر على البصيرة أو تُغلب السمع على الفؤاد .. فتتذوق الدين كما يتذوق لسانك ؟!
..
لكى تدرك الحلو من المر .. والعذب من المالح .. فتتذوق حلاوه العباده سواء عند قراءة القرأن الكريم أو من التأمل بعمق فى سنة رسول الله صل الله عليه وسلم لكى تصل الى مرادات الله بفلبك قبل عقلك فى العبادات والمعاملات وتعبده بأطمئنان ولا تشرك به أحدا .. هى غاية كل مؤمن يحب أن يسير على منهج الله ويتبع سنة الحبيب المصطفى دون أن يزيغ عن الحق ويسير على الطريق المستقيم .. وهذا الطريق يكون سهلا فى اتباع الاوامر الالهية فتفعل أذا أمرت بالفعل وتترك أذا أمرت بالترك .
أما ما خُفى عن الانسان .. ومحاولة فهم الكون الغير مرئى والمخلوقات الاخرى الغيبية والذى الزمنا تعالى بالايمان بها جميعا ( وهو العادل ) بدون أن يعطينا حواسنعلم بها هذا الغيب الذى يجب الايمان به.
فهو ما يحتاج الى التأمل قليلا !!!..
فقمة الايمان بالله أن تؤمن به أولا وأن يطمئن قلبك على أنه الخالق دون غيره وتثق فى أوامرة ومنهجه وتسلم له تسليما كاملا ..
والخطوة الثانية أن تؤمن بما أمرك أن تؤمن به وأنت لا تراه لأنك تثق فى حكمه وتثق بالغيب الذى أبلغلك به دون ان تراة بعينيك .. فأذا ما أطمئن قلبك بأن الله يخبرك بحقيقة كاملة وصحيحة وصادقة ولكن المشكلة الوحيدة كما قال سيدنا أبراهيم عندما سئل ربة بكيف يحيي الله الموتى .. فقال عز وجل له أولم تؤمن ؟! .. فقال بلى ولكن ليطمئن قلبى .
فلكى يزداد أيمانك بالغيب يجب أن يطمئن قلبك اليه .. ولكن كيف تصل بنفسك الى ذلك ؟!
..
تصل الى معرفته بمقام الاحسان الذى اخبرنا بة الحبيب المصطفى ( أن تعبد الله كأنك تراه فأن لم تكن تراه فانه يراك ) ..
..
و بالحواس الاخرى الغيبية الموجودة والمتعلقة بارواحنا التى هى من أمر ربى .. والساكنة فى الجسد الأنسانى الضعيف والتى لا يعلم الانسان عنها شيئا .. بالرغم أنها داخلة وتسرى فى جسدة وتتحكم فى كل حركاته وسكناته .. وهى الغاية التى ارادها الحق من بنى البشر ليسموا بها ويرقوها بالادوات الخاصة الغيبيه ايضا حتى يصلوا للأيمان الغيبى الذى فرضة الله على المؤمنين حتى يكونوا من المؤمنين .
..
فعالم الظاهر يدركة الانسان بحواسة الظاهرة والتى يتمتع بها كافة الناس المؤمن والكافر وهى السمع والبصر والاحساس والتذوق والشم ..
ولكن هناك العالم الخفى أو عالم الباطن .. هذا العالم موجود فى ملكوت الله ولة قواعدة وسننة وقانونة الخاص .. .. ولكن أختص الله بعض عباده بمعرفه هذا العالم الخفى وقانونة وسننة ..
..
ويدرك هؤلاء الناس هذا العالم بحواس اخرى كالبصيرة او القلب او الفؤاد .. وهو مقام الاحسان الذى أخبرنا به سيد الخلق نبى الرحمه محمد صل الله عليه وسلم .. ( ومازال عبدى يتقرب الىّ بالنوافل حتى أحبه ، فأن أحببته كنت عينه التى يبصر بها ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى عليها .... الخ ) .
..
ولكن تشغيل هذة الحواس الغيبية لادراكها وتذوقها بعض الاسرار الكونية وبعض النفحات الربانية هى منحة أو هدية من الله لبعض عبادة ذوى الخصوصية عنده عز وجل ولا يكتسبها الانسان بأرادته .. وقد يمنحها الله سبحانه للمجتهدين فى العباده وكلُ ُعلى حسب فضل الله له .. وأولياء الله لهم منزلة عند الله عز وجل كما اخبرنا سبحانه ( الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) صدق الله العظيم .
والعجيب أن من المؤمنين بالله وكتبه ورسله .. والمتشدقين بعلم الظاهر والذين يفسرون الدين والشريعة بما ظهر منها دون النظر والتبصر بالبصيرة لفهم مقاصد العلم والعبادة الكلية ويقفون عند ظاهر النصوص دون فهم المعانى والاشارات ولم يتعلموا حتى من القصص القرأنية وحكمة سردها وتذوقها والغوص فى معانيها .. فلم يتفقهوا فى الدين وسعته كما اراده الله ورسله وهم من يعترف بالماديات والمحسوسات فقط .. فتجمدوا عند القشور السطحية للنصوص ونظروا تحت اقدامهم .. وقلدوا بدون فهم ولا روية ..ونقلوا ولم يبحثوا .. وغاب عنهم فقه الاولويات وفهم الواقع .
..
هم لا يعترفون بهذا العلم الباطنى الذى يحتاج فى فهمة الى القلب مع العقل ويحتاج الى المجاهدة والتخلى عن علائق الدنيا وشهواتها والتحلى بالمجاهده فى علاج النفس والتجرد والتأسى بخلق المصطفى ببصيرة وفهم للمعانى.
..
وتراهم يأخذون ببعضة ويتركون البعض لأنهم يُحكمون عقولهم دون ان يُعملون قلوبهم فى فهم هذه النصوص وغاياتها ولم يطلقوا أرواحهم ليستقوا الانوار الالهيه والمعانى الربانيه وتّسمرت عقولهم عند أرجلهم فضاقت رؤيتهم وعميت بصيرتهم وأنكفئوا على ذواتهم ونسوا أن هذا العلم وهذا المنهج أنزله الله لجميع خلقه ليصلح تطبيقه فى كل مكان وزمان لأختلاف البشر و العادات والتقاليد والموقع والمناخ وخلافه .
..
وهذا العلم اللدونى قد يكسبه الله لبعض من خلقه ويقال عليه الفتح من الله أو فراسه المؤمن الذى يرى بنور الله.. فتراه يرى ما لا يراه الناس ويسمع مالا يسمعه الناس فضلا من الله ونعمه .. ( كأن تعبد الله وكأنك تراه فأن لم تكن تراة فتتيقن أن الله يراك .. فيكون كل عملك وطعامك وشرابك لله وفى الله .
..
فهم يحّكمون العقل والقلب معا فى فهم بعض الاحداث والظواهر ويعترفون بها .. كأن الله سبحانه الاله الواحد و أنزل قرأنه من فو ق سبع سموات وأن النبى انزلت علية الرسالة والاعتراف بوجود الجنة والنار والملائكة وهذا .. أكثرة غيبى .
..
وأهل الظاهر .. لا يصدقون بوجود العالم الأخر أو عالم الباطن ( عالم الحقيقة ) بقوانينة المختلفة الموازى لعالمنا والذى لا يراة ولا يسمعه الا اهل الباطن فهو العالم الربانى وعلمه هو العلم اللدونى الذى اختصه الله لاولياؤه الصالحين .
..
هؤلاء لا يصدقون بالحواس الاخرى الغيبية التى خلقها الله سبحانه فى كل الناس ولكى تعمل هذة الحواس الغيبية لابد لها من طريق تسلكة لكى تتأهل للمعرفه الباطنية والعلم اللدنى لتتذوق الاسرار وتعرف المفاتيح الغيبية التى يفتح بها هذا العالم لمن اراد الله ان يفتح له لاسباب لا يعلمها الا الله وباختيارات لا تركن الى سبب غير فضل الله الذى يمنحه لمن يريد والتى ترقى بالذكر والتسبيح والخلوه مع الله عز وجل وأهم من ذلك كله القلب السليم .. وقد تجد لهم بعض العذر لعدم مرورهم بهذا الفن او معرفتهم بهذا العالم .. ويقول أهل هذا العلم ( من ذاق عرف ) .
وهذة الحواس الغيبية قد تعطل عند البعض وتموت نهائيا عند البعض الأخر .. بقدر قربه وبعده عن الطريق السليم للعبادة .
..
هذا العلم اللدونى هو علم البصيرة .. الذى علمه الله للعبد الصالح فى قصة نبى الله موسى .. فهو عبد من عباد الله أتاه الله العلم اللدونى من عنده يعلم رسول الله موسى بعض من العلم الغيبى بقواعدة وسننه الخارقة لقوانين العقل والمنطق البشرى فى الحياة الدنيا وليس الاخرة .
..
وكذلك فى قصة اهل الكهف ونومهم ثلاثة مائة سنين .. وأبراهيم وذبحه للطير وجعله على كل جبل منهن جزءا .. فأمرهم بأذن الله فاتوا الية سعيا .. وقميص يوسف عندما القىّ فى وجه أبية فرد عليه بصره ونبى الله عيسى الذى احيا الموتى بأذن الله سبحانه ..
..
ولكن الله سبحانه ضرب لنا الامثلة الكثيرة بعباد له أختصهم بأستخدام العلم الغيبى بقوانينة وسننة المغايرة لسنن عالمنا الظاهرة ولم يكونوا انبياء ولا رسل كقصة عبد من عباد الله اتاة الله علم من الكتاب فأتى بعرش بلقيس فى مجلس نبى الله سليمان .. وفراسة المؤمن التى تجسدت فى نداء عمر بن الخطاب وهو بالمدينة المنورة ( يا سارية الجبل ) فأنقذ الجيش من الهزيمة وهم على بعد الاف الاميال ..
..
فعلم الباطن .. يمنحه الله للمخلصين أحباؤه .. هو علم الغوص فى المعانى .. وعلم تذوق العبادة .. وعلم تربية الانفس والسمو بالارواح .. هو علم تكتسبة الحواس الغيبية الراقية .. التى أعدها الله .. فترى بنور الله .. وتمشى بنور الله ..وتستقى الطريقة والمنهج من سيد الخلق نبى الرحمه محمد بن عبد اللاه الذى جمع علم الشريعه وعلم الحقيقه فهو المشكاة التى يستحقى منها الناس النور الالهى والحكمة الربانية .
..
فما الروح التى تسرى بأجسامنا الا غيب من عند الله .. وهى أيضا غيب عن حواسنا التى نعرفها .. فسّموها لا يأتى الا من جنسها بتزكية الفؤاد وجلاء القلب بالذكر الذى يجلى القلوب من الذنوب ..
..
فقال سيد الخلق لاحد صحابته داعيا له .. ( اللهم فقهه فى الدين وعلمه التأويل ) ؟! صدق رسول الله صل الله عليه واله وسلم .. فالدين يحتاج الى الفقهه والتدبر والعلم يحتاج الى المعرفة والتحقق .
والله سبحانه أعلى وأعلم ..
المصدر: الكاتب المصرى : أحمد المدنى
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد