جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
لمّح بحث جديد وضعه "قسم التاريخ" في وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي. آي. إيه) نُشرت أجزاء منه نهاية الأسبوع الماضي، إلى أن إسرائيل "التي تمتلك ترسانة نووية، ربما استخدمتها أو هددت باستخدامها خلال حرب عام 1973".
لكن البحث الذي تناول أداء المخابرات الأمريكية، خلال تلك الحرب، لم يحسم المسألة، إذ قفز عما جرى في اليوم الرابع للحرب، الموافق التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) 1973 الذي سبق وقيل: إنه اليوم الذي لجأت فيه إسرائيل إلى ترسانتها النووية أو التهديد باللجوء إليها من خلال تصريح نسب إلى رئيسة الحكومة في حينه جولدا مائير بأن إسرائيل تستعد لاتخاذ "خطوات ميؤس منها".
وتناول البحث تحديدًا فشل المخابرات الأمريكية في توقع الهجوم المصري - السوري المباغت على إسرائيل الذي عزته المخابرات الأمريكية في حينه أساساً إلى التقديرات المطمئِنة من إسرائيل التي استبعدت هجوماً كهذا.
لكن التقرير الجديد يضيف تفسيرًا سياسيًا يتمثل برفض مائير في حينه اقتراح وزير الخارجية الأمريكية في حينه هنري كيسنجر إجراء مفاوضات مع الرئيس المصري آنذاك أنور السادات، وهو رفض تفسره الاستخبارات على أنه ناجم عن انعدام قلق المستوى السياسي في إسرائيل من احتمال تعرض الدولة العبرية إلى هجوم مباغت.
وعلى حد قول صحيفة "الحياة" اللندية التى نشرت البحث، يمكن القول: إن هذا التفسير يتطابق مع استنتاجات لجان التحقيق التي أقيمت في إسرائيل بعد الحرب، وخلصت إلى أن العجرفة الإسرائيلية الناجمة عن "الانتصار الكبير" في حرب (يونيو) عام 1967، في موازاة الاستهتار بالقدرات العسكرية لمصر وسوريا، كانتا وراء لا مبالاة الإسرائيليين الذين لا يزالون يصفون حرب عام 1973 بأنها "حرب التقصير" التي دفع ثمنها في حينه قائد الجيش ديفيد اليعازار ولاحقاً جولدا مائير.
وذكرت صحيفة "هآرتس" التي تناولت البحث الجديد بأنه لم يأت بكشف مثير، بل تؤكد معظم المستندات المعتمَدة فيه من جديد ما نشر حتى الآن «مع إضافات بسيطة".
ويؤكد البحث الجديد فشل نظرية شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأن إسرائيل "تتمتع دائماً بـ 48 ساعة من الإنذار" قبل تعرضها إلى حرب، وبأن الرئيس المصري آنذاك الرئيس أنور السادات لن يخرج في حرب قبل أن يتزود طائرات حربية تشكل نداً موازياً لتفوق الطيران الحربي الإسرائيلي.
وكان الأرشيف الإسرائيلي الرسمي سمح قبل أقل من ثلاثة أعوام بنشر بعض الوثائق المتعلقة بحرب عام 1973 تضمن تلميحات، اعتماداً على بروتوكولات جلسات الحكومة، إلى أن إسرائيل درست احتمال اللجوء إلى "وسائل صارمة"، أو "جنونية"، وهي كلمة استعملتها مئير ووزير دفاعها موشيه دايان في أكثر من مناسبة، واقتبستها مؤلفات كثيرة أجنبية وفهمتها على أنها الأسلحة النووية التي تمتلكها إسرائيل.
وبين هذه المستندات ما دار من مناقشات في مكتب رئيسة الحكومة في اليوم الرابع للحرب بعد فشل الجيش الإسرائيلي في شن هجوم مضاد على القوات المصرية لحملها على التراجع غرباً، خلف قناة السويس. ويبيّن بروتوكول الجلسة أن "الكآبة وانكسار الروح" لفّا مئير وعدداً من وزرائها وسائر مستشاريها، خصوصاً مع التقارير الواردة بأن مخزون الأسلحة آخذ في النفاد وأن عدد القتلى في صفوف الجيش لا يحتمل.
ونقل عن مائير قولها في تلك الجلسة: إن ثمة "تفكيراً جنونياً" يراودها، وهو ما فسره البعض بأنها تعتزم السفر إلى واشنطن في زيارة سرية لإجراء اجتماع طارئ مع الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، وهو ما أيده ديان، لكن مئير عدلت عن الفكرة في نهاية الأمر. كما شمل البحث في ذلك الاجتماع قيام الطيران الإسرائيلي بـ «تفجيرات استراتيجية» على مواقع في دمشق، لكن الجواب بقي مفتوحاً على السؤال فيما إذا عنت مائير في حديثها عن "خطوات جنونية» مثل هذه التفجيرات الاستراتيجية.
المصدر: بوابة الأهرام -
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد