جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
"الحكومة اصدرت حكما سياسيا ضحى بابنائنا لتجنب الفوضى"، هكذا علق اشرف سيد الموظف البورسعيدي على احكام الاعدام التي اصدرتها محكمة الجنايات المصرية بحق 21 شخصا من مدينة بورسعيد في قضية مذبحة ستاد بورسعيد قبل نحو عام، بينما كانت قوات الامن تطلق الغاز المسيل للدموع لتفرقة المتظاهرين حول سجن المدينة.
واصدرت محكمة مصرية السبت قرارا باحالة اوراق 21 متهما من بورسعيد الى مفتي الديار المصرية في قضية مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 74 مشجعا من التراس النادي الاهلي في شباط/فبراير الماضي.
وهو اجراء يعني تأكد المحكمة من ارتكاب المتهم للقتل وانتظارها لقرار شرعي بتنفيذ العقوبة لتنطق بالحكم النهائي في 9 اذار/مارس القادم.
وقال التاجر سيد (46 عاما) لوكالة فرانس برس "الحكومة ضحت بمدينة بورسعيد لانقاذ 26 محافظة اخرى من الفوضى التي هدد بها الالتراس"، وتابع "ابناؤنا كبش فداء لتهدئة اوضاع البلاد".
وعلى مدار الشهر الماضي، هددت مجموعة التراس الاهلي بنشر الفوضى حال عجزت السلطات عن انزال القصاص بالمسؤولين عن المذبحة، وانتشرت شعارات "القصاص او الفوضى" على جدران مختلف المحافظات المصرية.
كما قطع شباب الالتراس خطوط مترو الانفاق بالعاصمة وهددوا بالمزيد من الشغب.
وحبس ملايين المصريين انفاسهم خوفا من انتشار الفوضى، خاصة مع خشية الجميع ان تشعل احكام بالبراءة التظاهرات القائمة بالفعل في الذكرى الثانية للثورة.
وفي زاوية ضيقة قرب سجن بورسعيد تجمع فيها عشرات الاهالي الغاضبين، قال المحاسب علي رشاد (27 عاما) "كل قضايا قتل المتظاهرين انتهت بالبراءة... لكنهم قرروا اسعاد جمهور الاهلي ومصر على حساب ابرياء بورسعيد"، قبل ان يهتف مع الغاضبين ضد الرئيس المصري محمد مرسي "يسقط يسقط حكم المرسي".
وقال السيد مندوه العاطل عن العمل (24 عاما) "الحكومة قررت اخماد الموجة الجديدة من الثورة على حسابنا... الانظار كلها تحولت من تظاهرات الثورة الى احداث بورسعيد".
وقالت سيدة منقبة تدعى ام منصور "تم اعتقال ابنائنا بشكل عشوائي بعد المذبحة ودون ادلة... لذلك فالحكم غير عادل بالمرة".
وفيما احتفل شباب الالتراس باحكام القضاء السبت مع اهالي الشهداء الذين اعتبروا الحكم مرضيا وتنفيذا للقصاص، ارتفعت وتيرة العنف في مدينة بورسعيد الساحلية بشكل واسع.
وحاول اهالي المتهمين اقتحام سجن بورسعيد المحبوسين فيه، وهو ما اسقط نحو 30 قتيلا و300 مصاب بينهم اثنان من افراد الشرطة في اشتباكات بين الطرفين. وقالت كريمة الخطيب الطبيبة بمستشفي بورسعيد العام ان "معظم القتلى سقطوا بالرصاص الحي واخرين نتيجة الاختناق بسبب الغاز الكثيف".
وادى سقوط القتلى الى اثارة غضب الاهالي اكثر فاكثر وبشكل انفعالي. وقالت سيدة تتشح بالسواد وسط مجموعة من النساء يبكين فقيدا لهن سقط السبت "في الصباح قرروا اعدامنا وفي الظهر قتلوا شبابنا".
وقررت السلطات المصرية الدفع بوحدات من الجيش الثاني لاستعادة الامن في المدينة خاصة حول مقر السجن وفي المناطق الحيوية وحول اقسام الشرطة. وحلقت طائرات عسكرية في سماء المدينة لساعات.
وخلت شوارع المدينة بشكل لافت من المارة والسيارات. وتصاعدت اعمدة الدخان في سمائها في اماكن عدة.
ويحاكم تسعة رجال امن في وزارة الداخلية المصرية في احداث ستاد بورسعيد، لكن الاحكام بشأنهم ستصدر في جلسة النطق بالحكم في 9 اذار/مارس القادم. ويعتقد الاهالي هنا في بورسعيد ان ابناءهم سيكونون كبش فداء ما اسموه تواطؤ رجال الامن.
وعلى عتبات استاد بورسعيد، وهو مسرح جريمة القتل الدامية، قال البائع محمود ابو المجد (39 عاما): "نحن لسنا مجرمين... نشجع فريقنا بحماس منذ عقود ولم نقتل احد ابدا"، وتابع "الامن ورط بورسعيد في الامر ونحن فقط ندفع الثمن".
واشتكى كثير من المواطنين في بورسعيد من مقاطعة الكثير من المحافظات المصرية لهم خاصة في التعاملات التجارية، وهو ما قالوا انه ادى الى نقص في السلع الغذائية بالمدينة.
وفيما كان يقبل راس اخيه القتيل للمرة الاخيرة في مستشفى المدينة الفقيرة التجهيزات، صاح رجب عبد العزيز بغضب بالغ "لا نريد ان نكون مصريين بعد اليوم... نريد ان نستقل بمدينتنا بعيدا عن مصر التي تظلمنا".
المصدر: هيثم التابعي | الفرنسية –
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد