WA-WEEKLY

 


ليس هنالك من مزيد..
الخطوات ترتد..و الريح تبادلني سخطها..
هل سترقد كفاي بين كفيّ الحكمة الوحيدة؟؟؟؟؟
 
الراحل
 
شيء غريب في يدها لم استطع تبينه..كصورة او بطاقة قديمة.
انتكس رأسها بعد ان كان مهيبا و هو يرتفع بالصورة كراية نصر.
هز الرجل رأسه بالنفي..و ابتعد..
تابعتها ببصري و هي تتجول في السوق.
الجميع يهزون رؤوسهم بالنفي و يحاولون تفاديها
غير ان هذا لم يمنعها من الاستمرار و التجوال ثانية على باعة الخضار.
_الن تتوقفي ايتها المرأة
قال الشرطي وهو يقودها نحو سيارة قد الفتها..و رجال شرطة الفوا صمتها رغم سخريتهم منها.
 
 
35..........
 
لم يظن ان الامر سيزداد سوءا ، و ان الالوان ستزداد قتامة.
_اللوحة جميلة يا بني قبل 35 عاما.
_اعلم يا ابي..لكنك كل يوم ترسم فوقها لوحات جديدة..لم لا تختار قماش جديد؟
_اني احاول اتمامها.
-الم يكفي عمري كله لتتم؟، قالت امي انك مذ كنت في المهد و انت ترسم ذات اللوحة.
_بني هناك عمر لا يكفي لرسم لوحة و هناك لوحات لا تكتفي بعمر كي ترسمه.
تململ الشاب في جلسته..و انحدرت الشمس نحو غروب..
لم يعد بامكانه رؤية اباه و لا ما آلت اليه لوحته غير ان هذا لم يمنع العجوز من مزج الالوان مبتهجا و كأنه يفعل ذلك للمرة الاولى.
 
 
 
أوان قصاصاتي
 
في غرفة قذرة مزق حقيبة متاعي ناثرا محتوياتها على الاسمنت البارد ، و تناول قلمي و ودفتري ، و اصبح يكتب باسمي رسائلا اجهلها و اجهل وجهتها.
نظر الي و الى اثار الدم على جلدي العاري تحت قيود قاسية ، رغم ذلك قال بصوت قلق:
_لا تتحركي ان غبت.
لم يكن بامكاني ذلك بالتأكيد.
من خلال ثقب غير صغير في الجدار رأيته ينثر قصاصات الورق الممزقة:
_قصاصاتي؟؟؟؟
دون لحظة تردد استدار نحو نقطة ضوء قصية و اختفى في حفيف ثوبها.
نبض جسدي الموثق باتقان الى سرير حديدي قديم محدثا دوائر من ضجيج في سكون يغتنم المكان نعيمه فيه.
 
 
دمعة
 
اصبحت تشع في الظلام كشمس ،
_لا تمسحيها و دعيها تنير لنا الطريق ،
احرقتني بجمرها ،
_لا تمسحيها انها اخر قطرة ،
قتلتني بما تحمله من حزن ،
_لا تمسحيها فهي كل ما تبقى من ذكرى ،
تعثرت دون ان ادري ، و دوت عند ارتطامها بالارض المفترضة ،
_ما بك يا امي كانت هي كل الطريق الذي يصلنا بالعالم الراحل؟؟؟.
 
 
مئذنة
 
قبل ان اخرج وضعت قليلا من الصوت المعلق على المشجب الصوتي و بعض الوان صورة ملتصقة بالحائط.
الجمهور غفير في الخارج و لخطواتي طعم الملح على شفة الشارع المندحرة امام عبوة ناسفة تترصدني.
كنت أعلم إنها اللحظات الفاصلة..و إن صرختي لن تصل أبعد من نهاية طريق ملتو بتعمد و حنق.. و ان الواني ستتناثر لتتم ازالتها بخراطيم المياه بعد قليل..و لن يلبث لي وجود على خرائط عصية على الرائي.
قد اعلن اوان حصاد الغرباء.
في السوق سألت امي:
_ما افعل ان تهت يا اماه؟
_لا تخافي سينادون باسمك من مئذنة ما ، و سأجيء لاصطحابك
تناوشت عيناي أول مئذنة..
كدت ادثرها بالواني المسروقة من صورة..
و انتظرت بلهفة لعدة ثوان كأنها الدهر كله لعل امي تسمع اسمي..
_اتراهم لم ينادوا باسمي ام ان صرختي تلاشت بين لغط الموتى؟
 
 
 
حرائق قلعة سكر
 
يجول في الجوار يبحث عن اخر سحب الدخان ليقتنيها.
كنت ممددة على الضفة و العشب الجاف يحيط بي و هو يمتص ما تبقى من روائح الحريق.
حاولت ان ارفع رأسي لأتبين ملامحه..لكن النزيف اوهن قواي و ظلت محطات قدميه تعلمني بحدود البقعة الفاصلة بيني و بينه.
حبست الف آه في صدري كي لا يكتشف ما تبقى من جسدي المتناثر..
كنت اراهم يتقدمون و الصباح معهم يقترب.
بضعة كلمات بين لساني و فحوى الزمن كان عليها الوصول الى راياتهم..
لا اعلم ان كان هنالك من يحتضر غيري؟؟؟؟.
ان كان هنالك من يحمل سوى رسالتي؟؟؟؟؟؟.
تشبثت بالتراب المنقوع بالظما..
بالعشب الميت بصمت..
استغثت بنهر جف ، و بنجمات تودع السأم..
و انا انتظر القادمين و على لساني اخر الكلمات التي تأبى ان تجف.
 
 
عرس الخليفة
 
ملمس يديه اشبه بحراشف الزواحف.
حبست لهاثي و اكتحلت عيناي بقطرات من ندى لم يستطع رؤيتها و هو منشغل بإفرازات ذكورته.
في الامس القريب قد تمت البيعة له ، و علي ان ابتهج بهجة البيداء ببعض حنو الغيوم عليها.
الح بسؤاله:
_كيف تشعرين الآن يا سيدة المكان و الزمان؟؟؟؟؟.
نهضت الحروف على ضفاف الروح مائة مرة ثم تناثرت دون معجم يتعرف اليها..
التلفاز يهذي و كذلك هاتف يرن قربه..
و شهوته تنثر زبدها على سواحل مترعة بخثرة دم تتعاظم كجبل عاري الصخور.
_كم من نساء استبدلن جلودهن هنا؟؟؟؟.
كان صوتي نزقا ، مشبعا بالسخرية في حضرته.
فتح فمه بين اندهاش و صرخة تود الوثوب على صمتي كوحش ضار..ارتجفت شفته السفلى ، و هلع يسرح في ازل بين عيني و عينيه:
_اهي الحراشف التي تغطي جلدك ايتها المرأة؟
 

 

 

 

<!--EndFragment-->

 

المصدر: دكتورة : ماجدة غضبان المشلب
WA-WEEKLY

صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة .. رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير : د. علاء الدين سعيد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 100 مشاهدة

رئـيـــــــس مـجــلـــــــس الإدارة و رئـيــــــس الـتـحـــــــــريــــــر د. عـــلاء الـديــــن ســــــعــيــد

WA-WEEKLY
* السـنة الرابعة * العدد رقم ( 208 ) - ************ الخميس الموافق 27 نوفمبر 2014 تصــدر مـن الـقـاهـرة - جمهـورية مصــر العربيـة ====================== ALWATANULARABY JOURNAL ********* Chairman and Editor in Chief : ALAUDDIN SAID ====================== No. 208 - 27 of Nov 2014 ====================== CAIRO - ARAB REPUBLIC OF EGYPT »

ابحث

إشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك كل جديدنا ضع ايميلك هنا ثم اضغط للإشتراك

Delivered by FeedBurner

لا تنسَ الرجوع إلى أيميلك لتفعيل الإشتراك

لمراسـلتنا بأعمالكم و أخبارِكم و آراءِكم .. إيميلات إدارة النشر بالصحيفة 

  [email protected]
أو إلى
[email protected]
أو إلى
[email protected]

 برسـالة متضمنة السيرة الذاتية الموجزة موضحة بها بياناتكم وعنوانكم وجنسيتكم وصورة شخصية مختارة للنشر مع موضوعاتكم ، مع خالص تحياتنا وتمنياتنا 

  

أهم و آخر الأخبار

================================

  •   مفتي تونس: 16 تونسية سافرن الى سوريا ل"جهاد النكاح" الذي اعتبره "بغاء"
  •  طلاب إماراتيون يصممون سيارة تقطع ألف كم بلتر واحد من الوقود
  •  طيران الامارات يرعى بطولة فرنسا المفتوحة للتنس خمسة أعوام ..
  •  الأمم المتحدة تطلق تقريرها السنوي للتنمية البشرية لعام 2013
  • عاطف عبدالعزيز وقراءة في" الحياة السرية للآباء " للشاعر صلاح فاروق
  • أقـلامٌ و آراءٌ حُـرّة

    =================================

  • الكاتب العراقى دكتور : عزيز العلي ، يكتب : ثورة ربيع العراق ، والمعركة الاستخبارية الدبلوماسية
  •  الكاتب السورى دكتور غسان شحرور ، يكتب : لغتنا الجميلة في عيدها .. هل اقترب نعيها ؟!
  •  الكاتب السورى دكتور غسان شحرور ، يكتب : في يوم "داون" العالمي ، دعوة إلى مواجهة التحديات
  • حينما توشك الدولة على الافلاس ، هل يمكن انقاذها - بقلم الكاتب المصرى دكتور : حسين الكاشف

  • كُتـَّاب ٌ و أعمـِدَةٌ و أقلام

    ============================
     

    ضع هنا التعليق المناسب

    ضع هنا التعليق المناسب

    ضع هنا التعليق المناسب

    ضع هنا التعليق المناسب

    ضع هنا التعليق المناسب

    ضع هنا التعليق المناسب

          

      شاركونـا صفحاتنـا 
    على المواقع الأخرى

    مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  /// مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  /// مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  /// مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  
    مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  /// مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  /// 
    مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  /// 
    مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  /// مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  

    تقارير و دراسات

    =========================

  • مصر- نقيب عمال مصانع الطوب:اصحاب مصانع الطوب اعلنوا توقف المصانع نهائيا بعد ان فوجئوا بان التفاوض كان حبرا على ورق ...
  • خاص " الوطن العربى "- اليمن : قضية صعده من وجهة نظر(الحوثيين) في ورشة عمل بصنعاء  
  • ننشر القائمة الأُولى لأسماء افراد جماعة الاخوان الذين إحتلّوا مناصب الدولة خلال 7 أشهر فقط 
  •  تقرير لـ"سي آي إيه" يُلمح إلى استخدام إسرائيل السلاح النووي في حرب 1973 ضد مصر وسوريا
  •  إسرائيل خططت لقتل خال صدام لنصب فخ لاغتياله خلال جنازته