بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى السيد الرئيس المصري محمد مرسي
سيدي الرئيس :
إن مصر اليوم أمانة في عنقك و ما كتبت هذه الرسالة إلا بعد رؤيتي للجموع المحتشدة في ميدان التحرير و وصول الاخبار عن مسيرات حاشدة في مختلف المحافظات رفضاً لما أسميته باعلان دستوري و أنا لست خبير بالقانون ولكن هذا ما سمعته من فقهاء القانون و الامة يا سيدي لا تجمع على باطل ولاني كتبت أكثر من مرة ان مصر هي قلب العروبة النابض و ان مرض القلب أو أصيب مات الجسد و لا نريد لهذا القلب أن يتوقف نبضه لاننا بدونه ضائعين .
سيدي الرئيس :
أنت لست بعثمان بن عفان ذي النورين و لم تنفق و من معك على الدعوة الاسلامية ما أنفق عثمان و لم تقدموا ما قدم عثمان للدين الاسلامي و لكنك يا سيدي قد رأيت نهايته و على أيدي مسلمين و على مرأى من صحابة رسول الله و ما نقموا منه إلا تقديمه لذوي القربي و النسب و ابتعاده بعض الشيئ عن ذوي الكفاءة , أجل سيدي الرئيس كان هذا هو مبررهم لقتله و هو المبشر بالجنة و هم يعلمون ذلك و للأسف من متابعتي للشأن المصري رأيتك تسلك نفس الطريق فبت أسمع من الاخوة في مصر مصطلح ما يسمى بأخونة الدولة و كان الأولى بك و قد تم انتخابك رئيساً لمصر أن تخلع عباءة الاخوان و تكون رئيسا فعليا لكل المصريين بجميع انتماءاتهم السياسية و الطائفية . و كنت أتمنى من حركة الاخوان ان تقوم بما قام به الحزب الشيوعي في الدول التي كانت تحت سيطرته من روسيا حتى دول اوروبا الشرقية وقد رأينا كيف سقط هذا الحزب و بسرعة في هذا الدول , فالشعوب يا سيدي ان صمتت تحت القهر فترة فلن تصمت للابد و الشعب المصري خير مثال أيضاً على ذلك فقد ثار على الرئيس مبارك بعد ثلاثين عاما من التسلط و ها هو مبارك اليوم في السجون هو و أبناؤه و مرافقوه .
تذكر سيدي الرئيس ماذا كانت مطالب الثورة المصرية في بدايتها , كان سقف مطالبها محدود بالغاء التوريث و تحقيق العدالة الاجتماعية و لكن تلكؤ الريس السابق في تلبية هذه المطالب منذ البداية رفع سقف سقفها حتى وصل الى مطالبته بالرحيل لا بل تعدى ذلك الى المطالبة بمحاكمته و التي تمت على مرأى الجميع .
و لأني أؤمن بمصر و بموقعها و لا أريد لمصر إلا الخير و لا أريد لعجلة النهوض ان تعود إلى الخلف كمواطن فلسطيني يؤمن بأن استقرار مصر هو طريق لتحرير فلسطين فأرجوك يا سيدي أن لا تتأخر في تلبية مطالب هذه الجماهير و أن تتراجع عن هذا الاعلان و هذا لن يمس أو يقلل من احترامك في شيئ بل صدقني سيرفع من أسهمك بين أبناء شعبك بل بين أبناء الامة العربية جمعاء .
سيدي الرئيس ربما اردت الخير و الاستقرار لمصر بهذا الاعلان و لكن تذكر سيدي ان الطبيب قد يصف علاجالمريض ما و تأتي الآثار الجانبية لهذا العلاج لتزيد من حدة الداء فيوقف الطبيب بسرعة هذا العلاج و يبحث عن علاج آخر و لا يتهم الطبيب في علمه أو مهنته .
سيدي الرئيس :
في السابق كانتلي مآخذخ كثيرة لا علىك و لا على شخصك الكريم و لكن على المقربين منك الذين لا أعلم بجهل أو عن عمد يحالون توريطك في أمور كثيرة لتتلقى انت التهم و يبقى هؤلاء خارج دائرة الضوء فتخير سيدي الرئيس و تذكر حادثة مقتل عثمان , تخير أهل الكفاءة و قربهم منك ممهما كانت انتماءاتهم أو طوائفهم فانهم سيكونون لك ناصحين و سيتحملون معك و بقوة و جرأة مسؤولية أي قرار يصدر عنك بعد استشاراتهم
و في الختام أعود فأقول و بكل احترام سيدي الرئيس :
لا تتأخر كثيرا فالوضع في مصر كماأرىلا يحتمل أي تأخير فلا تجعل من نفسك سببا في انقاسم المصريين على بعضهم البعض و ما قد يترتب على ذلك لا قدر الله من مآسي تصيب الطرفين
و لك مني , من احد محيمات اللاجئين في قطاع غزة كل الاحترام و التقدير ؛
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة
<!--EndFragment-->