جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ستتحول حصة التاريخ إلى نصف حصة جغرافيا سيعلمون الطلاب فيها أن مساحة فلسطين تبلغ 22% من ال 27000 كـم مربع وسيحسب الطلبة في حصة الرياضيات الناتج من الحجم الإجمالي لمساحة الثلث للدولة وستصير الخارطة الكاملة نصف خارطة لا بل ثلث، سيصير الجواز الأسود نصف أبيض ولن يعاملنا أحد المعاملة السوداء كاملها، لن يرموننا في غرف الانتظار ولن يعيقونا في التصاريح.
سيتحول الورق المحبر الذي كنا نكتب فيه عن نكبة وهجرة وشتات إلى نصف فارغ، ستزول نصف الحواجز و سيتوقفوا عن مداهمة نصف المدن واعتقال نصف سكانها، سيكفون عن وجع نصف الشهداء لن نرى نصف دماء بعد اليوم، سيفرجون عن نصف الأسرى ولن نجد نصف سجن، سيصير اسمنا نصف حاضراً لا غائباً كاملاً.
سيكبر رغيف خبزنا وسنحصل على كابونة إضافية! سنغير عملتنا لو أحببنا ونكتب عليها ما أردنا، استعدوا وحضروا أوراقكم الثبوتية "الكوشان" والمفتاح سنعود لدمرة والمجدل واسدود سنعيش في نصف وطن لا بل ثلث!
سيكتبون اسمنا أخيراً في الإنترنت في قوقل و فيس بوك و توتير و يوتيوب سيعترفون أن لنا وطن كان اسمه فلسطين وصار يسمي نصف فلسطين أقصد ثلث، ستكتشف أخيراً أيسلندا لحسن حظنا أن هناك دولة اسمها فلسطين تجاور دولة إسرائيل وأن عاصمتنا فلسطين نصف القدس أقصد ثلثها "القدس الشرقية"!
عندما سوف نغني "موطني موطني" لن ننسى138 دولة في غناءنا وسنقول لهم من ثلث وطننا المفروم شكراً ونصف شكراً، أما عن ال9 دول التي ابتسمت لنصف موتنا، ورقصت على نصف وجعنا، وتحدت نصف أملنا لتقول لأطفالنا ونساءنا وشيوخنا وفلسطيننا في مقابرنا أنتم الإرهاب، أنتم العنصرية، أنتم اللاإنسانية، سنقول لكم نصف شكراً وننسي أنكم هنا رفضتم إنسانيتنا، سنتجاهلكم لأننا بموتنا سوف نعلمكم الحياة، وبإرهابنا سندرسكم البطولة، وبعنصريتنا سنهبكم الحب!
لن أقول لكم كما قال جبران لا تعش نصف حياة ولا تمت نصف موت، سنكون دبلوماسيين معاً ولن نقلل من حجم دولتنا المظفرة التي حصلنا عليها في التاسع وعشرين من شهر نوفمبر وقد كنا من قبل نعيش في هونج كونج! وبينما الجارة أقصد إسرائيل تقرر بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس والضفة سنعتبر أننا لم نسمع مثل هذا الخبر، وعن اعتقال المواطنين في الضفة والحواجز المذلة والتفتيش العاري للأسرى وذويهم لا لم نسمع شيئا من هذا القبيل أبداً!
لقد تحررت الجزائر من الاحتلال الفرنسي الذي قد كان يلعب معها الكرة منذ عام 1830 ونالت البطولة! وذلك بعد نضال دام لعام 1962 منذ اندلاع الثورة في ال54 من ذات القرن، وقد قدموا مليون ونصف المليون شهيداً، لم تفرش لهم فرنسا العشب الأخضر ليرحلوا عنهم دون مقاومة! فلقد قالوا حينها إذا كانت البلاد ستعود بالانبطاح فلا نريدها، إضافة إلى أن العمل السياسي كان تحت سطوة السلاح لا المفاوضة دون سلاح.
المهم وأخيراً صرنا عضو غير عضو ومراقب كمان في الأمم المتحدة واندثر الانقسام حماس وفتح بطلوا منقسمين صار الانقسام متطور الآن بين إسرائيل وفلسطين! شكراً يا أمم وحدتونا وصرنا حبايب في الثلث دولة ولا البلاش! على أية حال دعونا مما قيل ويقال وهيا لنلعب الكرة!
المصدر: الكاتب سيف سليم
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد