كان رسول الله صل الله عليه وسلم فى مجلسه مع الاقوام الزائرة له يوزع نظره على كل من يجلس معه بالتساوى حتى لا يظن أحدا من الجالسين أنه يهتم بأحد أكثر من أحد من الجالسين حتى تطمئن النفوس وترضى القلوب بهذا القائد الذى يساوى بين الناس حتى فى نظراته.. 


هذة أخلاق قدوتنا جميعا .. فمن يستمسك بتطبيق الشريعة ولا يطبق منهج الحبيب المصطفى فى تأليف القلوب وعدم التفرقة بين ابناء الشعب الواحد ويميل لجماعتة لأرضاؤهم ضاربا بعرض الحائط رضا الفرق والجماعات الاخرى فهو يشطر المجتمع شطرين ويقسم الناس تقسيما مذهبيا بغيضا يؤدى الى تشاحن النفوس وشعور هم بعدم العدالة والتحيز وعدم المصداقية .. 


فكيف ترتدّون عباؤة الدين وأتباع السنة الشريفة ولا تؤدون ابسط مناهجها التى يعرفها الناس جميعا فى مصر وهى التوافق بين ابناء الوطن الواحد .. الم تصلكم وثيقة المدينة التى كتبها النبى التزاما منه وتوضيحا للناس بالتعايش المشترك وأن لكل الناس حقوق وواجبات متساوية بغض النظر عن دياناتهم ومذاهبهم وأصولهم وعبيدهم وأسيادهم .. وليست لجماعة واحدة تحظى برضا الرئيس ويسمع لها ويستشيرها دون غيرها .. 


الم تسمع يا سيادة الرئيس ان النبى صل الله عليه وسلم الذين تدعون السير على منهجة كان يتشاور مع اصحابة فى كل أمر قبل أن يتخذ القرار وخصوصا القرارات المصيرية .. 


الم يصلك فقة الاولويات وقراؤة المشهد والواقع فى تصرفات رسول الله صل الله عليه وسلم فى عقد صلح الحديبية عندما رضى بشروط مجحفة على المسلمين لصالح كفار قريش ليحقن دماء الناس المسلم منهم و الكافر عندما قبل ان يرجع الى المدينة وهو على مشارف مكة دون ان يحج هو ومن معه بالرغم من توافر القوة معه حتى ان عمر بن الخطاب قال له ( السنا على الحق وهم على الباطل فلم نرضا الدنية فى ديننا ونحن على الحق) .. 


الم يصلكم أنه شطب من وثيقة الصلح كلمة رسول الله بيده وكتب مكانها محمد بن عبدالله نزولا على رغبة الكفار الذين لم يعترفوا له بالرسالة.. 


الم يصلكم توحيده لقبيلتى الأوس والخزرج فى المدينة بعد خلاف وقتال دام عقود وعالج نفوسهم ووحدهم على قلب رجل واحد بالحكمة والتوافق والمساواة والعدل فيما بينهما.. 


الم يصلكم انه صل الله عليه وسلم أخّا بين المهاجرين والأنصار ومنع بينهم خطابات اللعان والسباب والتخوين والفرقة والجاهلية التى تفرق بينهما .. 


فخلق رسول الله وتصرفاته تكاد تسرى فى عروق الناس لانهم تربوا على حبه وروياته وقصصة فلا يحتاج الناس لمعرفة سنته بفتوى المفتون أو أراء المتشدقون الذين يدعون أنهم فقط الذين يسيرون على منهجه دون الأخرين .. فخلقه صل الله عليه وسلم تسرى فى النفوس وتصرفاته تدرك بالفطرة دون عناء .. فأنتم تدعون حكركم فى فهم السنة وتفلسفونها حتى لا يعرفها بسطاء الناس وهى أبسط من البساطة ..


وتدعون علمكم بالشريعة وتُخّوفون منها الناس وهى شرعت لحياتهم فى يسر وتلقائية دون تنطع لتقيم حياتهم ولاسعادهم .. فتقولون بالصدق وتكذبون لتخدعون الناس .. وتأمرون بالمعروف والشورى وتُخّونون غيركم ومن يختلف فى رؤيتكم .. 


تعملون على كثرة مؤيديكم من الأميين والفقراء والجهلاء .. ورسول الله صل الله عليه وسلم حرر الاسرى الكفار اذا علم عشر من الاميين المسلمين لكى يتحرر أبناء الامة ..


سيدى الرئيس .. نتمنى نجاحك لان نجاحك هو نجاح الامة .. نتمنى نجاح النموزج المصرى الاسلامى المعتدل الواعى الفاهم باحوال الناس .. ولكى نعطى نموزج جديد فى تطبيق الشريعة المتجددة لنثبت للناس جميعا ان الشريعة تصلح لكل زمان ومكان .. 


أملنا فيك أن تخلع رداء هذة الجماعة المذهبية المتنطعة الغير واعية .. وكفا ربط تصرفات الجماعة بأسم الدين لأنهم أسأؤا الى الدين عند البسطاء وعامة الناس .. فأن أخطأوا فقد أخطأ الدين.. وأن أصابوا فقد أصاب الدين ..


سيدى الرئيس وّحد الأمة بالحكمة والموعظة الحسنة وعالج النفوس التى شردت وطبب القلوب من الحقد والضغينة التى أنتشرت بين ابناء الامة والوطن الواحد .. تخلق بخلق الحبيب المصطفى الذى أعلم أنك تريد أن تسير على سنته وقدم نموزجا يفرح المسلمين ويوحدهم على قلب رجل واحد .. وأحتضن كل عناصر الامة لأنها ليست وطنكم وحدكم وأنما هى وطننا جميعا ..


أعطى الفرصة لأصحاب الخبرة ليتمكنوا من قيادة الأمة وأبتعد عن أصحاب الثقة والمنافقين الذين يصورون لك قراراتك بأنها الحكمة الغائبة التى ليست لها مثيل ..


ليّن جانبك للمختلفين معك وشاورهم فى الأمر ..وأخلع عباءة جماعة الاخوان المسلمين ........... وكن لكل المصريين