كتب : غسان شحرور –

      في مبادرة عالمية جديدة للحكومة النرويجية, أعلن وزير خارجيتها جوناس غار ستور، منذ أشهر، أن النرويج سوف تستضيف اجتماعا دولياً’ في آذار مارس عام 2013 بشأن العواقب الإنسانية للأسلحة النووية، مشيرا إلى زخم دولي متزايد’ نحو فرض حظر عالمي شامل على الأسلحة النووية، ومنوهاً بنداء مجلس مندوبي الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، في جنيف، 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2011, الذي دعا إلى مواصلة المفاوضات، والسعي بعزم’ وبدون إبطاء’ إلى حظر استخدام الأسلحة النووية’ والقضاء عليها, بشكل تام, من خلال اعتماد صك دولي ملزم قانوناً، بناء على الالتزامات والواجبات الدولية القائمة؛
 
تقول الآنسة آريل دينيس من الحملة العالمية لحظر الأسلحة النووية آيكان " خمسة أشهر تفصلنا عن عن المؤتمر الدولي الذي دعت إليه الحكومة النرويجية حول العواقب الإنسانية الكارثية للأسلحة النووية، وهذا المؤتمر يؤكد بوضوح استعداد حكومات العالم أخيراً للتصدي لهذه العواقب الإنسانية الوخيمة، والتوصل إلى الحلول الناجعة لها"، وتتابع حديثها: "إن انفجار سلاح نووي واحد من نحو 19 ألف سلاح نووي موجود في العالم إما بشكل متعمد أو نتيجة حادث غير مقصود لن يقتل فقط آلاف الأبرياء بل يتعذر معه تقديم أي شكل من الإغاثة كما أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأمر الذي يعني أن امتلاك هكذا أسلحة أواستخدامها هو أحد أهم التحديات الخطيرة التي يواجهها العالم".
 
وهكذا، وللتأكيد أن الحل ممكن وفوري من خلال تحقيق حظر على الأسلحة النووية في القريب العاجل وليس البعيد، فقد قامت الحملة العالمية لحظر الأسلحة النووية أيكان، بدعوة المئات من منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم للمشاركة في مؤتمرها بمدينة أوسلو خلال الفترة 2-3 مارس أذار 2013 حيث نظمت ورشات العمل والحوار والكلمات في جو إنساني عالمي ممتع.
 
لقد برهنت جهود نزع السلاح السابق مثل حظر الألغام المضادة للأفراد في تسعينات القرن الماضي، وحظر القنابل العنقودية خلال العقد الماضي على جدوى المدخل الإنساني في دفع مفاوضات نزع السلاح إلى الأمام . لقد انتظرنا الدول النووية نحو 7 عقود حتى تفي بالتزاماتها وتتخلص من الأسلحة النووية، لكنها فشلت في تحقيق ذلك.
لقد حان الوقت للقيام بذلك، وحان الوقت للبدء في المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاقية تحظر الأسلحة النووية في العالم.
 
كما صرح د. غسان شحرور منسق الشبكة العربية للأمن الإنساني:  " نطالب الحكومات ومنظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم، ووسائل الإعلام، المقروءة والمسموعة والمرئية، أن تدعم هذه المبادرة، وتجعلها حدثاً يدخل التاريخ، بتمهيدها الطريق، نحو إرساء اتفاقية دولية، تعمل على حظر استخدام الأسلحة النووية، وصناعتها’ ونقلها’ والاتجار بها’ أو الاستثمار فيها’ بالإضافة إلى تفكيك الموجود منها، من أجل سلامة وأمن ورفاه المجتمع الإنساني في كل مكان".