جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
سماحة الدين وخلق رسول الله صل الله عليه وسلم ينطبقا أنطباقا كاملا .. فعلمُ الله الذى يعلمُ السر وما يخفى .. سواء فى كونة الذى خلقة .. أو لهذا الأنسان الذى شكلة بيدة وجعل له الأرض مسجدا وطهورا .. وخلق العقل الانسانى مفكرا ومرتبا حتى يصل الى ان يكون فاهما للحقيقة بذاتة .. وأوجد فى كونه علاقة السببية التى تتحقق بها الغايات وتحصل بها النتائج بمنطقية يقبلها هذ العقل القائد لهذا الانسان ..
..
وضع الله عز وجل أساسا منطقيا لفهم دينه ومقصدة من عباده وشريعته .. وهو القرأن الذى يُحدث الله به عباده .. ليبين لهم وحدانية الاله خالق الكون .. وأنزل هذا الكتاب المعجز يدعوا الانسان شارحا الايمان بالله وفوائدة الجمّة للانسان فى الدنيا .. وفى الحياة الاخرة التى سيحياها بعد مرور فترة الدنيا المنقضية حتما .. ومدى الخسران الذى سيخسرة والفوائد التى ستفوته أن لم يؤمن ..
..
وخاطب عقل الانسان.. بفطريته المخلوق عليها ... وبالخير المغروز فيه و بالحكمة والموعظة الحسنة فى كتابه.. بأعجاز فى اللغة والترتيب والمنطق والعلم والكون .. وما زال هذا الاعجاز يظهر كل يوم للناس ... .. ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) صدق الله العظيم .. بيان لهم ليؤمنوا .. وحجه عليهم ان لم يؤمنوا ..
..
وحث الانسان ليجد علاقة السببية بين وجودة فى الكون وبين الاله الخالق الذى خلق الكون والانسان بهذا العقل البشرى بمنطقية وتدبير وتفكر ووصول الى هذة الحقيقة بيقين وأقتناع دون عنف او أكراة و برحمة ولطف .. وخيّره.. ليختار بين الطريقين بقلبه وعقلة معا ..
..
وأختيارة سبحانه .. للمبعوث حامل رسالة الرحمة الى الناس كما أرادها عز وجل.. لا بد ان تكون صفات هذا المبعوث متجانسة مع المعنى والمقصد الذى أراد عز وجل ايصاله للناس أيضا .. بنفس روح الرحمة واللطف والحب لخلقه الذين خلقهم بيديه .. سواء منهم الكافر أو المشرك أو الملحد .. ليسيروا فى طريق العبودية .. حتى لو توصلوا اليها عن طريق السببية التى سنها الله فى كونه ..
..
وليكن هذا الرسول مرشدا ودليلا للعقل للبحث والوصول الى الحقيقة بالترتيب الذى وضعه الله فيه وبفطرته وبالمنهج الفكرى الذى سيصل بالانسان دون عناء بانه الاله الواحد خالق الكون والانسان .. ولكن بحيادية فى التقكير دون ان ينحاز مسبقا الى فكرة متسلطة على عقلة ..
..
فأختار الحبيب المصطفى وأهّلّهُ .. أن يكون قرأنا يمشى على الأرض .. رحمه للعالمين .. تمشيا مع رحمة الله التى اراد ايصالها لجميع عباده من بنى البشر والجان التى أنزلها فى كتابه ( القرأن ) .. ليتطابق خلق الرسول بالمعانى المرسلة من رب العالمين ..
..
فمن أراد التصدى للدعوة الى منهج الله عز وجل يجب ان يكون مشربه من نهر النبى .. وأن يكون وارثا لمنهجه فى الدعوة.. ومتشبها بأخلاق المصطفى صل الله عليه واله وسلم فى معالجته للقلوب المريضة التى تحتاج الى العلاج والحب ولا تحتاج الى الكراهية والعنصرية .. تحتاج الى فهم الاخر وكيف تصل به الى حب الايمان وحب الاله الخالق .. ولابد أن يفهم ويتفهم أن مراد الله هو حب عباده .. الصالح منهم والطالح حتى تصلهم الرسالة برفق وصدق وحب وأخلاص فى أخذ يد (عبد الله ) ليسلكه على طريق الله لينجوا بنفسه .. ولابد أن يتذوق الداعية حلاوة الدين ويستقى من أزهار السنة المحمدية والقرأن الرحيق كالنحلة حتى يخرج للمتلقى وطالب العلم والهداية عسل مصفى فية هداية وشفاء للصدور الحيرى التى تبحث عن الاشباع فى الدين ..
..
وقد شبهه هذا الحب الالهى لعباده.. الحبيب المصطفى.. ولله المثل الاعلى... بالمرأة تحتضن وليدها .. متسائلا أصحابه ليصل بالفكرة .. أهى تلقيه فى النار ؟! ..
قالوا لا يا رسول الله .. قال ( ان الله اشد رحمه بعباده من هذة الام بوليدها ) .. أو كما قال ..
..
وكما فهمنا من خلق النبى رحمة الله للعالمين ..عندما قال عند مرور جنازة اليهودى وهو فى حالة حزن ( نفسُُ ُ أفلتت منى الى جهنم ) .. أو كما قال ..
..
بأبى أنت وأمى يا حبيب الله .. هكذا رحمتك .. لأنهم عباد الله .. تعالج النفوس والقلوب لتنقذها من الضلال والظلام الذى يعمى الابصار .. لتبصر و ترى النور .. هذة هى رسالتك .. أنارة الطريق لمن لا يرى ..
..
( فما أنت الا نذير ) _( لست عليهم بمسيطر ) _ ( أدعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) .. صدق الله العظيم ..
..
حرصا من الله على عباده وحبا لهم فى أختيار طريقهم بأرادتهم وبعقلهم .. ومن استجاب لدعوته كان له القرب والحنان والوئام .. هكذا لابد أن يكون الداعية الى الله ورسوله .. رحمة وشفقة على الضالين التائهين عن الطريق حتى يبصروا .. لأنقاذهم من عذاب الله المقرر فى المنهج الالهى .. ولينقذ النفوس العمياء حتى تبصر طريق الرشاد .. هكذا سنة محمد صل الله عليه وعلى اله وسلم
المصدر: الكاتب المصرى : احمد المدنى
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد