تشير عدد من الدراسات إلى أن الأمريكيين من أكثر الشعوب إقبالا على شراء الأغذية العضوية، نظرا لفوائدها الصحية التي يرجونها منها.
وإذا كان ينظر لسوق المنتجات العضوية في بعض البلدان على أنها غالية الثمن وتصلح للأغنياء فقط، فإن وجهة السوق في الولايات المتحدة الأمريكية تحولت بسرعة ناحية سوق المنتجات العضوية حيث بلغت نسبة العائلات المعتمدة عليها 78 %.
ويعود هذا التغيير في موقف قوة الشراء إلى عدد من المنظمات التي أعادت الحياة إلى المنتجات العضوية في الولايات المتحدة.
وعن نمو سوق الأغذية العضوية الأمريكية، فوفقا لجمعية التجارة العضوية يقوم  أكثر من ثلاثة أرباع الأسر الأمريكية بشراء هذه المنتجات، كما يشتري كل أربعة من 10 أشخاص أغذية عضوية بصورة أكثر من عام مضى.
وذكرت الجمعية أنه في غضون أربع سنوات زادت أعداد المزارعين المهتمين بالأغذية العضوية من 290 إلى 520 مزارعا، يقينا منهم بازدهار ذلك النوع من التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعود أسباب التحول في أنماط الشراء الأمريكية إلى نوعين من العوامل، حيث كشفت جمعية التجارة العضوية أن إقبال الأمريكيين على شراء الأغذية العضوية يعود لنظرتهم إليها على أنها صحية لهم عن غيرها من الأطعمة الأخرى.
أما الدافع الثاني وراء ميلهم إلى تلك الأنواع من الأغذية فهو يقينهم أنها خالية من المبيدات والهرمونات والمضادات الحيوية المضافة لغيرها من الأغذية، حيث أصبح متولدا لدى الأمريكيين شعور عام بأن المواد الغذائية الرخيصة قد لا تكون آمنة جيدة وآمنة على السواء بالنسبة لهم.
ويعد متجر وهول فودز الأول من نوعه والذي جمع بين جدرانه في أوستن بتكساس منذ افتتاحه عام 1980 كل متاجر الأغذية المنوعة بما فيها الأغذية العضوية، باعتباره تجربة فريدة من نوعها للعملاء تشعرهم بنوع من الاهتمام والتقدير وبأنهم مدللين أيضا.
واتخذ وهول فودز منذ افتتاحه شعارا هو "نحن وكلاء للعملاء، ولسنا وكلاء للمصنعين" في إشارة منهم بأن ولائهم المطلق يأتي للعميل أولا، فهو يقدم كل المنتجات العضوية وغير العضوية، كما أن جميع المحلات التجارية داخله تقدم المشورة للزبائن عند الشراء أو حتى تقديم عينات من المنتج.
لذلك بات وهول فودز مكانا لطيفا للتسوق، واستثمارا قائما فقط على ثقة المستهلكين ونشر تجارة الأغذية العضوية.
ولا يؤمن هول فودز بمقولة أن الأغذية العضوية هي طعام الأغنياء فقط ، ويدلل على ذلك رئيس وهول فودز في اللمللكة المتحدة جيف تورناس والذي يحتفظ يلعب أيضا أدوارا قيادية في فرع المتجر بأمريكا، أن هول فودز تلبي احتياجات متنوعة من المتسوقين بكافة قدراتهم المالية، فقط فإنها ترضي عشاق الطعام والذواقة ما يبحثون عنه من أطعمة ممتازة، خصوصا مع إجراء دراسة عام 2004 أثبتت أن أكثر من نصف المشترين من المتجر كانوا يتقاضون رواتب أقل من 50 ألف دولار في السنة، مما يبين أنها ليست للأثرياء فقط.
وفي النهاية يبدو أن حركة رواج الأغذية العضوية في الولايات المتحدة ستبقى قوية في ظل تزايد العائلات على شراء تلك المنتجات جنبا إلى جنب مع ازدهار نجاح زراعتها ونجاح هول فودز في تلبية احتياجات المستهلكين، وطالما كان هناك اعتقاد سائد بأن شراء الأغذية العضوية سوف تجعلك أكثر صحة.