عمت حالة من الغضب على صفحات الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى بعد إعلان الناشطة السورية المعارضة للنظام، لبنى مرعي، أن أباها قتل والدتها تقربًا للرئيس السوري بشار الأسد ولإثبات الولاء للنظام.
وأنشأ ناشطون صفحات تضامنية مع الناشطة لبنى، والتي تنحدر من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، وهدفت تلك الصفحات إلى الإشادة بوالدتها التي تعرضت للخطف سابقاً، وحملت إحدى الصفحات شعار "أحرار وحرائر سوريا يقولون "كل أمهات سوريا أمك يا لبنى".
وقد اتهمت لبنى مرعي والدها بقتل والدتها لإثبات حسن نيته تجاه النظام. وقد هربت لبنى من سوريا في شهر آب/ أغسطس الماضي بعد أن أصبحت ملاحقة من أجهزة المخابرات السورية، وتقيم حاليًا في مدينة إسطنبول في تركيا.
وفي أيلول (سبتمبر) الماضي اختطفت والدة لبنى واتهمت الناشطة الشابة والدها بمساعدة رجال الأمن السوريين على اختطافها للضغط عليها من أجل العودة وتسليم نفسها لأجهزة المخابرات.
ونعت مرعي يوم الجمعة والدتها عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، واتهمت والدها جودت كامل مرعي" بأنه قتلها لإثبات حسن نيته تجاه النظام. وجاءت عملية خطف والدة الناشطة بعد ظهور الأخيرة في تسجيل ببلدة سلمى في ريف اللاذقية تعلن فيه دعمها للثورة السورية.
وقالت لبنى "لم أتصوّر أن يعاقب النظام ناشطة بخطف أمها، ولم أتخيّل أن تصل الأمور إلى هذا الحد". وتعلق الناشطة "لم نرتكب جرماً، كنا نسعى لبناء سوريا جديدة، سوريا لكل السوريين، ولم نتصور أن يكون هذا هو العقاب". ووجهت لبنى رسالة إلى طائفتها العلوية قائلة "لا أعتقد أن من آثروا الصمت لمدة 17 شهراً سيتحركون الآن، والمؤسف أن النظام السوري يحاول إقناع الشعب بأنه يقوم بحماية الأقليات، رغم أن كل ما يقوم به هو العكس".
وأعلنت لبنى مرعي سابقًا أنها تلقت تهديدات بقتل والدتها إن لم تعد إلى سوريا. وكتبت على صفحتها على موقع فايسبوك بحسب ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط "إحساس خانق بالذنب.. أمي سامحيني. حتى تشييع ما قدرت أعملك.. طول عمرك كنتي تقوليلي بس موت ادفنيني جنب قبر أبيك، بس ما توقعت إنو أبي يكون مجرماً لهل درجة.. يقتلك بس ليرجع يثبت حسن نيتو لهل نظام الواطي متلو.. سجل يا تاريخ.. جودت كامل مرعي قتل أم أولاده». وكتبت لبنى في تعليق ثانٍ: «إلى أهل جبلة.. من قلب محروق: أمي ماتت، إذا كنتو جيراننا أكيد بتعرفو أخلاقا ومعاملتا. رضيانين عن يلي صار؟ تنقتل لأن قالت لأ للظلم؟
وتابعت:" ما في أي كلام بواسيني أنا وأختي الكبيرة.. نحنا يلي ربينا معكون ورحنا على نفس المدارس. رضيانين يجي مجرم بكل بساطة يخطف ويقتل وما حدا من الدولة يسترجي يقلو شي؟ وين القانون؟ وين الدولة يلي عم تدافعو عنا؟ وين حماية الأقليات؟ أمي علوية من ضيعة القلايع، النظام حماها من الشبيحة؟». وأضافت: «قلبي محروق يا عالم.. أنا صرت يتيمة.. يتيمة بلا أي ذنب. جودت مرعي.. دم أمي برقبتك».
وفي حديث صحافي في وقت سابق، قالت إن هاتف والدتها الجوال ظل مغلقًا لأيام قبل أن تتلقى اتصالاً منها طلبت منها خلاله «ضرورة الرجوع إلى سوريا لأنها ستخضع لعملية جراحية». وتضيف لبنى: «أحسست أن الاتصال غير طبيعي، لأن أمي كانت دائمًا تدفعني للخروج من سوريا خشية التعرض للأذى، وكان من المستحيل أن تطلب مني الرجوع لأي سبب، وتيقنت أنها خطفت لا محالة من قبل عناصر النظام».
وعمت حالة كبيرة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي وكتب ناشطون على صفحة "كلنا الناشطة لبنى مرعي" :" لبنى نحن أحرار وحرائر سوريا نقول لك سنكون لك الأب والأم والأخ والأخت فلا تحزني أختاه فلكل شيء ثمن كوني قوية وصابرة لتكوني معنا في سوريا الحرية، سوريا المستقبل"
وفي تعليق آخر على الصفحة كُتب :" يمتزج الفخر والالم، الاعتزاز و الحزن ...كندة مصطفى الانسانة والام و السورية التي ضحت بحياتها لتقف مع الحق و شعبها و ابنتها......كندة مصطفى الرحمة لروحك الطاهرة و الفخر لنا وللبنى بشهادتك...علويون بالثورة السورية".
ونشرت على الصفحة ذاتها رسالة من احدى الامهات، والتي طلبت عدم ذكر اسمها لتقول:" "حبيبتي وبنتي لبنى أنا ما نشفت دموعي من وقت ما قريت قصتك أنا أم شهيد وابني استشهد قدام عيني كل اللي عملو انو طلع بمظاهرة ونادى بالحرية ........ انا قلبي محروق عليه وعم بدعي على بشار كل ليلة وكل صلاة........ انا تأثرت كتير بقصتك.......... والله يرحم أمك. وياريت تقبليني أم ألك".