يقول الشاعر " إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا ..
زمان كانت الأسرة المصرية مسئولة مسئولية كاملة عن تربيــة الأبناء ومتابعتهم والسـؤال عنهم في مدارسهم ومذاكرتهم ومراجعة واجباتهم المدرسية والتوجيه المستمر بالقول والفعل إذا تأخروا في العودة للمنزل لماذا ومع منَ ، أحياناً يتضايق الأبنـــاء ولكن كانت تؤتي ثمارها بتربية حسنة وتوجية سليم كل هذا كان مع الأبناء في المراحل الأولي من العمر حتي يتعود الطفل ويعرف أن وراءه رقيب فيكون حذراً يعرف الصح من الخطأ وعندما يصل الي سن المراهقة كانت المتابعة من بعيد لبعيد حتي أن رأي الوالدين خطأ ما يتم توجيههم وتصويبهم بطريقة بسيطة أحيانا وفيها شدة مطلوبة ليعي الأبناء ما يقوله الأباء دون إسقاط لشخصيتهم أو التقليل من ثقتهم في أنفسهم .
وكان للمدرسة دورٌ مماثل بل وأكثر في التربية بجانب التعليم والتثقيف وتهـذيب الأبناء وتقوم بواجباتها علي أكمل وجه ويبدأ أهتمامها من طابور الصباح وتحية العلم لــزرع الأحترام والنظـام وحـب الوطـن في نفوس الأبنـاء وهم يرددون نشـيد الصباح مع الموسـيقي المصاحبة للســلام الوطني وكان المـدرس أو المعلمة في الفصل مثل الوالــدين في المنزل لا صوت يعلو فوق صوت المعلم أوالمعلمة ويقوما بواجباتهما وتعليمهما بأمانــة وصدق يشـرحوا للتلاميذ بأهتمام شرحاً وافياً يخرج التلميذ من الفصل وهو فاهم لديه جرعة تعليمية تثقيفية ومع مراجعة منزلية للدرس من خلال كتاب المدرسة الوافي والصديق المحبب للتلميذ يتم من خلاله التحصيل والفهم دون الحاجه لكتاب خارجي لأنه يجد في كتاب المدرسة ما يحتاجه ولا للدروس الخصوصية آفــة المجتمع المصري الذي حولت المدرسة الآن لدار لعب ومكاناً لمقابلة الأصدقاء ، وبيتاً لراحة المدرس من عناء السهر في الدروس الخصوصية .
إذا أردت مجتمعاً صالحاً راقياً عليك العودة لأخــلاق زمان والإهتمـام بالتعـليم وحصــة الدين لأن حصة الدين تُعـلم الأطفـال الصدق والأمانة وحب الوالدين والصلاة وتزرع فيهم حب الله والخوف منه وتغيير مناهج التعليم وتطوير كتاب المدرسة لا للتفرقه يجلس المسلم بجـــوار المسيحي ولا يخـرج المسيحي في حصة الدين الإسلامي ليجلس في حوش المدرسة أو يتنحـي جانبا وأيضا خلال حصة الدين المسيحي لخلق الألفة والأخاء بين الأبناء ، حصة الدين مهمة جداً لأننـا نعانـي من تدهور القيم الدينية الصحيحة وتشوهات وإنحرافات وسوء أخــلاق فهل ما نراه الآن من سوء أخلاق هبط علينا من السماء أم من نتاج تربيتنـا وتعليمنا الخطــأ ومدارسـنا التي تحتاج لمدارس زمان لتعليمهم كيف تكون المدارس .
لابــد من تفعيل دور المدرسة في التربية والتعليم والتثـقـيف دون الأعتماد الكامل علــي الأهل في التربية لأن بعضهم أصبح مشغولاً بالسعي وراء الرزق ونعلم أن اليوم غيرالأمس مع إنتشار شبكات التواصل الإجتماعي التي فتحت الأبواب لكل أشكال التغيير المهذب وغيرالمهذب والمفيد والمفسد وتشويه القيم دون الخضوع لأي نوع من التنقية أو التوجية أذاً لابد من عودة وتفعيــل دور المدرسة .
وسؤالي البرئ : أين ذهبت أخلاقنـــــــــا ؟