من أسبوع تقريبا كنت أجلس أمام التى فى المصرى - وذلك لأن الدش كان بعافية شويتين - وكان البرنامج يدور عن حرفة الصيد ومدى المعاناة التى يواجهها الصيادون وكان الحوار قائم بين أسرة تحترف الصيد ومذيع البرنامج 
وعندما وجه السؤال الى الرجل على إعتبار أنه رب الأسرة وهو المعيل ,, فكان رده أنه يتعب جدا ويقدم لأسرته كل ما فى إستطاعته 
بل أكثر ما يقدر لرعايتهم 
ولكن الدهشة كانت جالبة للإبتسام بل للسخرية عندما سأل عما يفعل وما تفعله زوجته تفصيلا 
فأجاب ...... ننطلق على بركة الله أنا وهى فى الصباح وكل منا يمسك بمجداف , ونظل نجدف حتى نصل الى موقع عميق فى منتصف
 البحيرة تقريبا ثم نوقف القارب حيث تظل هى ممسكة بالدفة وأنا أطرح الشباك فى المية طالبا الرزق من الله ,,,, ونظل على هذا الحال
 الى أن ينتصف النهار فنحمد الله على ما رزقنا 
ثم نعاود التجديف أنا وهى حتى نصل الى البر, فأجلس أنا على المقهى لأستريح وأحتسى بعض الشاى  , بينما تأخذ هى السمك الذى
 صدناه وتدور به فى السوق للبحث عن مشترى 
ثم تذهب الى سوق الخضار لتشترى ما سوف نأكله فى هذا اليوم 
ثم تعود الى المركب لتطبخ الطعام وتنظف المركب وتغسل غسيلنا وتتابع الأولاد حتى يأتى الليل فتعد لنا مكان النوم 
ولم ينسى الرجل أن يقول - على إستحياء أو بمواربة - أن زوجته توفيه حقه كرجل ولم تقصر 
وعندها إسترجعت كلام الرجل منذ البداية وإحساسه بالتعب والتفانى والتضحية فى سبيل الأسرة وتساءلت من أين له بهذا الإحساس !!!!!!!!!!!!!!!!؟؟
ببساطة هو لم يفعل خمس بل سدس ما تفعله زوجته فى هذا اليوم وفى كل يوم .... لم يفعل بمفرده إلا رمى الشبكة ثم الجلوس على
 المقهى يشرب الشاى 
إنما كل ما فعلته المرأة كان إما يدها بيده أو بمفردها ................
عجيب أمر الرجل يعتقد فى نفسه أنه القاهر أنه القادر المتفرد بينما هو ..................... والله لست أدرى ماذا أقول ولا بماذا أصفه 
لولا أن المولى أعطاه القوامة 
ولولا أن المولى خلقنا من ضلعه فأصبحنا تابعين منتمين 
وإنما ما أردت أن أقوله رحماك أيها الرجل فهنا الى جوارك تقف إمرأة تفعل السحر لأجلك تبذل الجهد لتريحك وتضفى على الوجود حنانا 
وعطفا فلا تهملها ولا تستأثر لنفسك بكل الفضل حتى لا يأتى يوم لا تجدها وتظل وحيدا مع إعتدادك بنفسك فى دنياك التى لا ترى فيها
 غير ذاتك 

ألا هل بلغت اللهم فإشهد