تنهار مشاعري, تسقط أحاسيسي عندما يتملكني الجوع.
أفقد انسانيتي عندما أكابد الحيوان رشفة ماء.
أرحل إلى عالم الفناء بانتظار علبة طعام فارغة العق بقاياها.
أستنير بجهالتي لأقنع نفسي بأن "القناعة كنز لا يفنى", فأنام جائعا عطشا على فراش من تراب.
ومع ذلك يرفسني ذاك الكائن الذي يدَّعي الإنسانية، يَسرق طعامي، يدوس على آلامي بسواد قلبه وأفكاره. يسرق قوت أطفالي, يجلس على أنفاسي, يبيع أرضي ويهتك عرضي ... بل يريد طمس هويتي وينسى بأن الله خلقني بشرا سويا, حرا أبيا.
لا أيها الكائن الغريب, شبيه البشر, المدعي الانسانية... أنت لست انسانا... أنت مخلوق غريب يعيش على حياة الغير كالسرطان، يكبر ويكبر.
ها أنا أتفجر في وجهك الآن وإلى نهاية الزمن من أجل حريتي التي صفدتها بجبروتك, قيدتها بطغيانك, بل أسوار سجنك البالية التي بنيتها بكفرك وأطماعك...نعم أتفجر في وجهك في جسدك بل في عمق روحك...
لا، أنا لست مناضلا ولا ثائرا... أنا أريد حقا وهبه الله... أريد كينونتي كما جاءت من العلياء
لست ضائعا أو تائها, وما زلت بصيرا, لكن ظلمة تفكيرك تحجب شمس أحلامي, تخمتك سبب مجاعتي... مجونك وخيانتك سبب عبوديتي
لا...لا تبكيني دموع التماسيح التي تذرفها على شهواتك فلن تغرني بفحيح وعودك.
رغم عطشي وجفاف عمري لن أشرب من روافد الأنهار التي بُلت فيها قذارة أخلاقك ورجس حُكمك.
انا لا أحتاج إلى الكهرباء والشموع لأرى طريقي... فقط أبعد عني ظلمة أفكارك وسواد سريرتك.
أنا لا أريد عطفك المقزز، ولا أسعى إلى بقايا دراهمك... نعم لن أنظر في سلة مهملاتك كي أطعم فلذات كبدي بقاياك العفنة.
حقي أيها الكائن الغريب أن أُوقف جشعك، أن أحاسب ظُلمك، أن أمنع السحاب من سماء كفرك بالنعم...وسأفعل
حقي أيها البشري أن أرميك بحجر العدالة . أن أطهر الأرض من رجسك برجمك في حفرة أعمالك الشريرة.
.ايها الكائن الغريب عد إلى الغاب حيث يعيش أهلك من الوحوش والذئاب والضباع... عُد اليهم حيث تنتمي واخلع ثوب الانسانية التي تدعي
.إخلع ثوب القدسية المموه بسلطة الحكم المسلوب الذي سطوت عليه بخبثك ودهائك, فلن تلبسه ثانية فقد انتهى عهد الظلم والاستبداد
سقط القناع عن قلبك وروحك... فبانت سماتك الشيطانية على حقيقتها. سمات ستحترق في لهيب عنفواني...سأرجمك حتى الموت في حفرة حرقت فيها شعبا ووطن
فما عاد القناع يخفي كرهك لبني الإنسان...أيها المسخ