يبوس أميرتي ..وعشقي وأنغام قيثارتي
ومحج الروح حين تكثر الذنوب وتزداد حيرتي
يا جميلة الجميلات.. ودرة التاج على جبين الحياة
أنا ما ودعتك رغم الحصار
روحي تطوف بحواريك تابى الانكسار
تلعن الصمت العربي وقسوة الجوار
وزمنا يكون الأستسلام فيه مشروعا وقرار
*******
هذا سوق خان الزيت .. ما عادت الجرار ملئ بالزيت
وشارع الواد أصبح مرتعا للجرذان
وخفافيش الليل دقت رؤوسها يوم بكيت …
كان الجراد يغزو الحقل وعروس الحقل غافله
تركت كل الابوب مشرعة في البيت
قال الزعيم يومها ..
قاتلوهم .. أما أنا فلأجلكم دعوت الرب وصليت
*******
سرت أتأمل أقواسا تحكي قصة وجود
وأتنسم عبق التاريخ بلا حدود
وفي أسواقك غدوت ومشيت ..
مرت العساكر مدججة بالسلاح
عيونها ترصد الأرض والسماء وكل النواح
ضحكت من ألم الكبت .. وما تواريت
كيف أتوارى من ذاتي وأنت شريان حياتي
وعشقي ووجودي وصلاتي
ومحجي يوم كنت .. ويوم نويت
*******
رأيت القناديل معلقه في شارع الواد
ألغبار يكسوها لأن الفرح ما عاد
من هنا مر عمر وصلاح الدين والأجداد
أما الان يقولون ..
نحن حاربنا وقاومنا لكن الله أراد
آه يا أميرتي ..
كلهم خصيان والخصي لا ينجب الأولاد
لا تعجبي يا أميرتي
لأنهم مهزومون ومكبلون بالأصفاد
*******
هذا شارع باب السلسله
ما عاد الحاج حسن يبتسم لزبائنه
وما عاد يلقي الأشعار
وبائع التمريه قتله الأنكسار
والصبية في الشوارع كبروا فجأه
شاب شعرهم وحملوا القضية والقرار
وسلمى ما عادت تبيع الفستق على بابك
وما عادت زينب تبيع الخضار
قالوا أن النعنع خطير على أمنهم
فأقاموا لأجله الجدار
وقالوا أن الأمن مهدد ايضا
مادامت اغاني الباعه تصدح في البيزار..
رحل أبا توفيق الى الآخرة حزنا
شيعوه الى مثواه ..
لكن روحه قد عادت لتسكن في الجوار
أخذت مسكنا لها بين الدباغة وشارع العطار ..
هذا أبا يوسف يقف على بابك
قالوا له من يريد الصلاة يحتاج الى تصريح . حتى وان طال عليه الأنتظار
الله لا يحب العجلة .. موتوا بغيظكم
أو عليكم الرحيل والأندثار
قالت له طفله ..
لا تحزن يا جدي نحن هنا مزروعون
كذور الزيتون كزهر الليمون كألواح الصبار
تزين حاكورة جدتي ..
هي رمز وهوية واشهار
قال مبتسما ..آه يا وجعي
يبوس أرحل من الجنة اليك حتى وان كانت بداخلك النار
لأني عشقت فيك القناطر وذكريات الصبا
وصوت الأذان والأجراس كل نهار
وذبت شوقا وعشقا فيك حتى الأنصهار
*******
يبوس قدسي أنت عشقي وجنة الله في الوجود
ونسائم عطر وتراتيل تتحدى كل حدود
وأرض المحشر يوم الدينونة والصعود
مكتوب على اللوح أن الله أعطاك الخلود
هكذا كان البدء وكما كان يعود
لا جدران لا أسوار لا حواجز لا سدود
ويعود المؤمنون اليك في عرس
وصلاة وترانيم وسجود ….