كتب : محمد ماهر على
دعا الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، قيادات وأتباع الطرق الصوفية والأشراف إلى تحمل الإساءة من الجماعات والتيارات المتشددة التى توجه انتقادات إلى منهجهم، والتمسك بالصبر ونبذ الكراهية فى مواجهتهم، فيما دعا قيادات الطرق الصوفية والأشراف جميع التيارات والجماعات الإسلامية إلى الحوار بمقر النقابة لتقريب وجهات النظر وخدمة مصلحة الأمة.
وقال جمعة فى كلمته خلال ندوة «سماحة الإسلام» التى عقدها المجلس الأعلى للطرق الصوفية بالتعاون مع نقابة الأشراف فى مقر النقابة بالقاهرة، مساء أمس الأول: «إن أعداء الأضرحة من التيارات المتشددة انحرفوا عن المنهج السوىّ الذى يسير عليه أهل السنة والجماعة، خاصة بعد أن قرأ هؤلاء وحدهم وفهموا وحدهم دون الرجوع إلى فهم العلماء والسلف الصالح، ففرض هؤلاء المتشددون بعقولهم الثقيلة ما فهموه جهلا من تلقاء أنفسهم على المسلمين»، مؤكدا أنه لا يمكن الحجر على آراء المتشددين من الظهور وإنما يتم فضحها أمام الجميع.
وتابع: «إن هذه الجماعات التى تدعو لهدم الأضرحة مشكلتها الجهل والصوت العالى الناتج عن قلة الفهم فى الأمور الفقهية»، مضيفا أن «هؤلاء يرفضون الرجوع للأزهر لأنهم مساكين مضحوك عليهم»، موضحا أن الرسول لم يطلب منا أجرا إلا المودة فى القربى كما جاء فى القرآن الكريم، متسائلا: «هل ثقلت علينا وصية رسول الله أن ننتصر لأهله ونحبهم ونقدرهم ونعلى من شأنهم أحياء وأمواتا، ليخرج علينا هؤلاء بممارستهم المملوءة بالجهل والإساءة لأضرحة آل البيت والأولياء الصالحين؟».
ودعا المفتى أتباع الطرق الصوفية إلى الصبر والدعاء للمنحرفين بالهداية، مؤكدا أن علاج المشكلة يحتاج إلى الاحتواء بفتح القلوب وليس الاستقواء، مطالبا المتصوفة بالتمسك بمنهجهم فى الحب ونبذ الكراهية من القلوب وتحمل الإساءة.
وناشد السيد محمود الشريف، نقيب الأشراف، جميع المؤسسات الدينية، بما فيها الأزهر والإفتاء والأوقاف والمشيخة العامة للطرق الصوفية وأصحاب الفكر المستنير، الاتحاد صفا واحدا للحفاظ على أمن الوطن والإحساس بخطورة المرحلة الحرجة. وأوضح أنه يوجه باسم الحضور دعوة لجميع التيارات والجماعات الإسلامية للحوار داخل نقابة الأشراف التى تضم الجميع.
من جانبه، وصف الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب السابق، عضو مجلسى الأعلى لنقابة الأشراف والطرق الصوفية، الهجمات على الأضرحة فى الفترة الأخيرة بـ«التتارية الشرسة» والخطوات الآثمة والظالمة التى تعدت حدودها فى معرفة قدر أولياء الله الصالحين»، واتهمها بأنها غير واعية لحقيقة الدين وحق الموتى.
ودعا «هاشم» جميع الجماعات الإسلامية للرجوع إلى مرجعية الأزهر وعلومه، للتعلم والتعرف على الفهم الصحيح للدين.
من جانبه، قال الشيخ عبدالهادى القصبى، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إنه لن يسمح بأن تكون الطرق الصوفية فى عهده كشيخ للمشايخ طرفا فى فتنة، مؤكدا أن المجلس الأعلى للطرق الصوفية سيحافظ على الأضرحة ولن يفرط فيها. وأضاف «القصبى»: «الصوفية هم أكثر الناس حرصا على مصر والأمة الإسلامية وأن دعوتهم هى حب ووحدة جميع المسلمين»، موضحا أن الجميع يتفقون فى الأصول ويختلفون فى الفروع.