محافظة درعا إحدى محافظات سوريا وتمتد في المنطقة الجنوبية من سوريا، وهي عبارة عن سهل لذلك تسمى سهل حوران وقد قامت عليه الكثير من الحضارات منذ القدم فقد كانت أرضاً خصبة وكان الرومان يعتمدون على حوران من أجل المحاصيل الزراعية والتي كانت تسمى في زمنهم مملكة إهراء روما وذلك لخصبة أرضها ووفرة محاصيلها الزراعية وقد كانت درعا والرمثا (منطقة شمال الاردن) بلدة واحده في سهل حوران قبل أنا تنفصلا عن بعضهما.
جغرافيا درعا
حوران من السهول المهمة في سوريا فهو السهل الذي يغطي حاجة سوريا تقريبا بالقمح والخضروات، وهي تحتل المركز الأول في إنتاج البندورة والخضراوات بشكل عام.
حوران
ومن أهم محافظات هذا السهل الكبير: *محافظة درعا والتي تحتوي على الكثير من المدن الرئيسية منها مدينة نوى وهي ثاني أكبر تجمع سكاني في حوران. ومدينة جاسمنمر ومدينة إنخل ومدينة الصنمين ومدينة إزرع ومدينة الشيخ مسكين ومدينة الحراك ومدينة داعل (دائيل) وهي تسمية أرامية تعني بيت الإله وقرية ابطع والطيبة والغارية الغربية وهي من أهم القرى وطفس وخربة غزالة ودير البخت ودير العدسو بلدة الغاريه الشرقيه وقرية صيدا *ومع حدود سورياالرمثا وقد كانت الرمثا ودرعا جزء واحد في سهل حوران قبل أن تنفصلا عن بعضهما والرمثا المنطقه الحدوديه المجاوره لدرعا وخارج الحدود محافظةأربد في الأردن تقع في أقصى شمال الأردن, وتمتد حدودها لتصل إلى الحدود اللأردنية السورية (الرمثا) وحيث نهر اليرموك, وتعد المناطق الشرقية من المحافظة جزءًا من سهل حوران الممتد بين سوريا والأردن، بينما تطل الأجزاء الشمالية على هضبة الجولان, أما من الغرب فتتكون المنطقة جغرافيا من هضاب متوسطة الارتفاع, تنخفض تدريجيًا لتصل إلى ما دون مستوى سطح البحر في غور الأردن. بينما تمتد المناطق الجنوبية منها في منطقة المزار الشمالي ذات الجبال العالية والطبيعة الساحرة المتاخمة لجبال عجلون... ومن قرى محافظة اربد قرية علعال. الرمثا هي مدينة أردنية حدودية مع الجمهورية العربية السورية تقع في شمال الأردن، وتقع في سهل حوران الخصب ،في الشمال بالقرب من سوريا والرمثا هي المدينة التي تصل الاردن بسوريا وتعتبر المنطقه الاستراتيجيه وتاريخيا انفصلت الرمثا عن الاردن واعلنت جمهوريه مستقله دامت 48 ساعه عنوان وصلةالغارية الغربية
إقليم حوران
حوران عبارة عن إقليم جغرافي متكامل يضم الهضبة الواقعة بين حوض دمشق في الشمال ومنخفض وادي اليرموك وجبال عجلون ومنخفض وادي الازرق ووادي السرحان في الجنوب والجنوب الشرقي كما تمتد بين جبل الشيخ وهضبة الجولان في الغرب والجنوب الغربي والبادية من الشرق ولقد كانت حوران تضم جبل العرب وجبل الجادور وجبال اللجاه وجبال الجولان وعجلون وسهل عجلون وسهل حوران وسهل النقرة.
تسمية حوران
يعتقد انه التسمية جاءت من اللغة الارامية (حوريم بلد الكهوف، أو من اللغة السبئية" بمعنى البلد الاسود) اما الاشوريون فسموها (حورانو: أي النقرة) في حين سموها اليونان والرومان" اورانتيس" وقد ورد ذكرها في التوراه باسم "باشان، باثان: بلد العجول السمينة" كما سميت بلاد العمالقة، اما العرب في الجاهلية فسموها حوران بمعنى الملجأ أو الكهف.
== سكان حوران
- الرفائيون "العمالقة": ينتسبون إلى جدهم رافا الجبار وهم آراميون سموا بالجبابرة سكنوا حوران منذ 2500 ق.م والمشهور من ملوكهم الملك عوج الجبار ملك حوران الذي كان طول سريره حوالي خمسة امتار وعرضه اربعة اذرع (حسب الرواية التناخية).
- الآموريون : ينتسبون إلى اموري رابع أولاد كنعان ويعني اسمهم سكان الجبال وهم من أقوى القبائل حيث اشتهروا ببسالتهم، وسطوتهم وطول قاماتهم ومن ملوكهم "سيحون" وقد شاركهم بسكنى حوران قبيلتي العمونيين، والموآبيين" ينتمون إلى موآب بكر انبة لوط الكبرى، "ومن ملوكهم عجلون وبالاق ابن خفور(حسب الرواية التناخية).
- الايطوريون : ينتسبون إلى ايطور بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الله وقد سكنوا اللجاه وتنسب اليهم مملكة ايطوريا "الجيدور" وهم اخوة الانباط ويعتقد ان هذه القبيلة قد بادت، أو اختلطت مع غيرها من القبائل.
- الحوريون: مجموعات بشرية من منطقة القوقاز هبطت نحو منطقة الهلال الخصيب واندمجوا مع سكانه
- الآشوريون :فتحوا حوران وفي عام 645 ق.م زحف آشور بانيبال على دمشق وحوران واستقر فيها حتى جاءت جموع السيثيين" التتر".
- السلوقيون: كانت حوران من ممتلكات السلوقيين "نسبة إلى سلوقس أحد قادة جيوش الاسكندر في سورية".
- الأنباط: قدم الانباط إلى حوران في القرن الأول قبل الميلاد "88 ق.م" كانوا يكتبون ويتكلمون اللغة الارامية، ويعتقد ان اخر ملوكهم هو زامل الذي انتهى حكمه عام "105م".
- الرومان : احتل الرومان سورية عام "64 ق.م" وتم تشكيل ولاية عربية في بصرى الشام.
- الضجاعم: ينتسبون إلى إحدى فروع سليح وقد قدموا من سبأ في اليمن وينقسمون إلى مناذرة سكنوا في بلاد ما بين النهرين وشكلوا مملكة الحيرة والى تنوخيين تفرقوا في حوران، ودمشق اخر ملوكهم زياد ابن الهبولة وتنصروا بعهد ملكهم عمر بن مروان بن الحاف.
- الغساسنة: ينتسب بنو غسان إلى جدهم مزيقياء وهو عمر بن عامر، قدموا إلى حوران في أوائل القرن الثالث الميلادي واول من نزل منهم على عين ماء غسان هو ماء السماء عامر بن حارثه الغطريف ابن امرؤ القيس البهلوي من سلالة نوح الجد الثاني للعالم، عرف بنو مزيقياء في حوران بالغساسنة والمناذرة بالعراق، والازدفي منى، والاوس في المدينة، وخزاعة بجوار مكة، ثم تفرق شمل الغساسنة بعد الفتح الإسلامي وانتشروا في معظم القرى الحورانية ومنهم من اسلم ومنهم من بقي على نصرانيته.
- الجوامسة : وقد جاؤوا مع الفتح الإسلامي من مكة المكرمة وهم من سلالة بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي أبناء عم عمر بن الخطاب وقد شاركوا في معركة اليرموك. وقد وصلوا مع جيوش المسلمين حتى فتح القسطنطينية. وسموا كذلك لقوتهم وضخامة أجسامهم ومايزالوا في حوران إلى وقتنا الحالي.
- القريشيون " ينتسبون إلى قريش ومنهم " : الشهابيون، والرفاعية، والحريري، والحراكي، والبلخي، والعبيسي، والحلقي، والقادرية (الكيلانية)، وغيرهم والذين قدموا إلى حوران في عهد الفتوح الإسلامية.
- الحريري : وهم أكبر واعرق العائلات... فالسادة الأشراف الحريرية هم من آل البيت صلوات الله وسلامه عليهم من نسل علي برهان الدين الحريري الحسيني الهاشمي القرشي،ومن اشهر زعمائها الشيخ إسماعيل ابن ابراهيم الحريري وابنه الشيخ محمد خير إسماعيل الحريري (أبو الخير) وهم منتشرين في جميع أنحاء العالم.
- ((المصري)) : معروفون بكرمهم وأخلاقهم الكريمة وهم موجودون في سوريا والأردن وفلسطين ولبنان ومن أشهر زعمائها الشيخ سليم أحمد سليمان المصري وابن عمه علي صلاح سليمان المصري.
- الزعبي :من عائلات حوران، والمعروفين بكرمهم واخلاقهم الحميده، ونسبهم المكي الشريف، فالسادة الأشراف الزعبية هم من آل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، وهم من اكثرالقبائل تعصبا وهم منتشرين بكثره في جميع أنحاء العالم وفي درعا خاصه
- الزعالين اولا عائلة الزعالين وهي تعتبر أكبر عائلة في قرية صيدا, الزعالين هم من فخذ القاضي والذي يأتي اصلهم من الاردن وهذا الفخذ ينقسم من اشهر القبائل العربية وهيه الجبور.
- (الخطيب) تعتبر عشيره الخطيب من أكبر العشائر في قريه الجيزه ويصل تعدادهم حوالي 5000 نسمه وينحدر اصلهم من عشائر شمر في منطقه حوران والتي قدمت من الحجاز إلى قريه محقان كبدو رحل وانتقلت هذه العشيره إلى سهل حوران بعد الهزيمه التي المت بها نتيجه صراعاتها على المناطق الاكثر خصوبه وارتفاعا ليستقر بها المقام في قريه الجيزه من محافظه درعا وقد اطلق على هذه العشيره بلقب الخطيب أو الخطباء نسبه إلى جدهم الأول مصطفى الخطيب والذي كان اماما وخطيبا وقد انجب اربعه من الأبناء منهم من استقر به المقام مع اخوته في المنطقه وهاجر احد الاخوه إلى شرق الاردن عقب خلاف نشب بين الاخوه وقد استقر في احد قرى محافظه الخليل وبعد عده خلافات نشبت بين أبناء عشيره الزعبي اصحاب السياده والثقل في المنطقه انتقلت هذه العشيره لتعيش في منطقه شرق الاردن في قريه الوسطه وقريه دوقرا احدى قرى محافظه اربد.
- الهنداوي و الخصاونة : من القبائل العربية المُنتشرة في سهول حوران و شمال الأردن في منطقة إربد كما و ينتشرون في سهول الجليل الفلسطينية قبل نزوحهم عنها عام 1948 .
و يتركز وجودهم في مطقة النعيمة من سهول حوران في سوريا ,و مدينة إربد و جوارها في الأردن
- المقدادية : ينسبون إلى المقداد بن الاسود الكندي الصحابي الجليل. # العشائر البدوية المتنقلة ومنها : شمر، طئ، السردية، بنو كلاب، بنو كلب، عنزه، بنو هلال، زبيد، ال ربيعة الطائيون، السرحان، العيسى، الفحيلية،النعيم، جهينة، بنو خالد، قضاعة. # العائلات المصرية والحمصية.
- العشائر غير العربية : التركمان، الاكراد، الزط
مشاهد من بطولات رجال حوران
كانت حوران تعيش في العهد العثماني في حالة لا تحمد عليها، وكان كابوس الاستبداد والظلم يجثم على صدور أهلها، وكانت متصرفية حوران في العهد التركي تتألف من عدة أقضية(ازرع، والمسمية ,وفيق), وكان مركز المتصرفية الرسمي في قرية ((شيخ سعد)) يتبع إليها منطقة ” إربد “- من الأردن.. والشيخ سعد قرية صغيرة، يوجد فيها نبع ماء كبير، وكذلك يمر القطار الحديدي على مسافة قريبة منها، وهي في نفس الوقت قريبة من ” نوى“ ثم نقل مركز المتصرفية إلى قرية شيخ مسكين، واستمرت المتصرفية في هذا المركز على هذا الحال حتى عهد السلطان رشاد تم نقل المركز إلى درعا. وكان من حق متصرفية حوران تمثيل نائبين عنها في مجلس المبعوثين التركي، وقد انتخب الأهالي الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الحريري شيخ مشايخ حوران، من قرية الشيخ مسكين، والشيخ سعد الدين المقداد من قرية بصرى الشام، فقاما بتمثيل حوران على أفضل وجه، وكانا على اتصال وثيق بزعماء دمشق من النواب، وقد اتفقت كلمتهم للعمل بما تقتضيه مصلحة البلاد، وكان الاتحاديون يقومون بنشر دعوتهم في البلاد العربية، ويسعون لإيجاد عملاء لهم من أهل البلاد، فوجهوا أنظارهم نحو حوران، ورغم كل الإغراءات فقد رفض الحوارنة كل العروض، ولم يستطيعوا الوصول إلى غاياتهم بفضل إيمانهم بقضايا أمتهم وإصرارهم على استقلال بلادهم! وبقوا في دورات مجلس المبعوثين التركي حتى وقوع الهدنة بين الحلفاء والأتراك فعادوا إلى بلادهم.
حوران ” اهراء“ روما
من المشهور عن حوران أنها كانت ” اهراء “ روما، وكانت إمبراطورية روما في حال عظمتها تستمد التموين من حوران.. فلما أعلنت الحرب العالمية الأولى لم تكن أراضي الجزيرة مؤهلة للزراعة والإنتاج لقلة الأيدي العاملة فيها قبل نصف قرن, وعدم انتشار الوسائل الزراعية الحديثة، لذا فقد اتجهت أنظار الدولة العثمانية إلى حوران، لتأمين إعاشة الشعب الألماني، وكانت القطارات التي تسافر من استانبول إلى القدس حاملة فرق الجنود والذخائر تعود فتنقل الحنطة من فلسطين، وحوران إلى استانبول فألمانيا. وكان القمح الذي يكفي لجميع أهالي سورية ملقى على جانبي السكة الحديدية بانتظار شحنه إلى مراكز التموين الرئيسية، وكانت الحكومة تجمع الحبوب وتأخذها قسراً من الفلاحين وتصدرها من المحطات الواقعة على الخط الحديدي.ياعزيزي في الشيخ زعل السليم من قريه لمسيفره الو اروع مثال في محاربه الفرنسيين
المجاعة في البلاد
حدثت في أوائل عام 1915 عندما أمر جمال باشا بمنع شحن الحبوب إلى لبنان وفلسطين، بحجة أن ما لديها من الحبوب المخزونة لا يكفيها لإعاشة سكانها ولقد أراد جمال باشا الإقلال من إرسال الحبوب إلى لبنان ليزيد من الجوع هناك. وفي السنة الأولى كان ارتفاع أسعار القمح طفيفة بالنسبة لارتفاعها في سنة 1916 و1917، وقد نكبت البلاد السورية بالجراد الذي قضى على الموسم الزراعي قضاءً مبرماً، وحدثت أيام الحرب مجاعة في البلاد السورية حتى بلغ ثمن المد الواحد من القمح وزنه 20 كيلو بليرتين ذهبيتين. أما المجاعة في لبنان فقد كانت شديدة الوطأة، وفقدت لبنان ثلاثين بالمائة من السكان بسبب الجوع.
الحوارنة في الثورة العربية الكبرى
عندما نشبت الثورة العربية الكبرى، واقتربت الجيوش من العقبة، ومعان التحق بها زهاء ستين شخصاً من منطقة حوران، واشتركوا بالأعمال الحربية ببسالة وإخلاص، وممن ورد ذكرهم في كتاب لورنس، الشيخ طلال الحريدينيسيد السهل المحيط بدرعا فقد اتصل مع لورنس وأخبره باستعداده للإسهام بالثورة ضد الأتراك وكان ابرز من شارك في الثوره ابن الرمثا الشيخ الثائر فواز باشا البركات الزعبي وقد اشار الكاتب الاستاذ احمد عطا الله في كتابه «صور مشرقة من نضال حوران» إلى حماسة الشيخ الثائر فواز باشا البركات الزعبي للتطوع في القتال دفاعا عن الخلافة الإسلامية التي ا صبحت في خطر إذا تمكنت بريطانيا وفرنسا من هزيمة تركيا، ودعا إلى التعبئة العامة في حوران، وقد اشاد الشيخ الثائر فواز باشا البركات الزعبي بموقف رئيس جمعية العهد القائمقام عزيز علي المصري على الرغم من كل المصائب التي لاقاها من الاتراك، وذلك بعد أن قرأ متصرف حوران رسالة المصري إلى الضباط العرب في الجيش التركي والتي تضمنت العبارة التالية : « عليكم الا تكونوا اداة للقيام بأي عمل فدائي ضد الدولة العثمانية إذا كان دخولها الحرب يعرض البلاد العربية للغزو الأوروبي، فعليكم ان تقفوا إلى جانب تركيا حتى تحصلوا على كافة الضمانات القومية حيال الأهداف الأوروبية في تلك البلاد للتطوع في القتال دفاعا عن الخلافة الإسلامية التي ا صبحت في خطر إذا تمكنت بريطانيا وفرنسا من هزيمة تركيا، ودعا إلى التعبئة العامة في حوران، == الحوارنة يستقبلون الملك فيصل == أثر معركة ميسلون، وخروج الملك فيصل من دمشق توجه بالقطار إلى الكسوة، ووقف فيها فترة ألّف خلالها الوزارة الدروبية ثم واصل سيره إلى درعا، فاستقبله الشعب الحوراني بدموع الأسى والحزن، والتف حوله الشعب بأسره، وقد بلغ به الحماس أشده، وسجل التاريخ للحوارنة ما أبدوه من ضروب الوطنية والتفاني والبطولة في ثورتهم الدامية على المستعمرين بأحرف من نور. وقد أنذر الجنرال غورو الملك فيصل للخروج من حوران خلال عشر ساعات، وانذر الحوارنة بقصف منطقة حوران بالقنابل ودعاهم إلى تكليف الملك فيصل بمغادرة حوران، ولما رأى الملك أن بقاءه في درعا سيسبب الخراب، والدمار للحوارنة آثر السفر، وغادر حوران بقطار خاص من شهر آب سنة 1920 إلى حيفاحيث ان مدينة الحاره كان لها دور كبير بدلك
حبيب أسطفان في حوران
في الفترة التي أقامها الملك فيصل في درعا، كان يرافقه الخطيب المشهور حبيب أسطفان الذي وهب روحه ولسانه وقلمه في سبيل الدعاية لنصرة القومية العربية، ومن الغرابة، أنه رغم دعاياته العظيمة ضد فرنسا المستعمرة، فإنالجنرال غورو أصدر قائمة بالحكم على فريق من الوطنيين بالإعدام، دون أن يكون اسم حبيب أسطفان بين المحكومين... لقد عز على الفرنسيين أن ينشق مسيحي عن طاعتهم فبذلوا كل وسيلة لإغرائه واستمالته إليهم، فأبى كل عرض بشمم وإباء، وآثر أرضه وقومه وقضيته على إغراءات الدخلاء. وأراد قبل رحيله عن حوران أن يوجه نداء إلى شعب حوران الأبي فاحتشدت الجموع الهائلة في سهل درعا، وكل أرهف السمع إلى بيانه الساحر، ومما قاله: يا أبطال حوران, إن الاستعمار هو أشد فتكاً من الوباء... فالوباء يأتي ويفتك بالأرواح ثم يزول... أما الاستعمار، فهو وباء عليكم، وعلى الأحفاد والأجيال فبلاء الاستعمار قد خيم ظله المرعب فوق رؤوسكم، فإن لم تذودوا عن أرض الوطن بالسلاح فتك بكم وأفناكم... فلتشربوا اليوم الصاب والحنظل، لتكفوا أنسالكم مرارة يا أبطال حوران لا ترتجوا خيراً من الفرنسيين، فهم دخلاء مستعمرون ظالمون، وانتم لم تألفوا سوى مشق الحسام، وقد تاقت الزنود إلى فري العظام، ونثر الرؤوس، فحوطوا المستعمرين بالسيوف وكونوا كالبركان إذ يتقد، واصمدوا للنوائب والكوارث، فالحرية هي الحياة... ومن فقدها فلا حياة له. ثم قال الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الحريري الرفاعي : يا أهل حوران : لقد سمعتم ما تذوب له القلوب أسى على حاضركم، وأن مستقبل أبنائكم لفي أعناقكم... فلا تورثوهم الذل والخنوع في أحضان المستعمرين... لقد قامت الثورات في جبال عامل وصهيون والعلويين والشمال، فلقاء العدو بات قريباً سأقودكم وأكون أنا وأولادي وعشيرتي في الطليعة فداء عن الحرية والوطن.
تحديات الحوارنة للجنرال غورو
فبعد أن هدأت أعصاب الجنرال غورو بخروج الملك فيصل من درعا، أراد اكتساب الوقت قبل أن يستعد الحوارنة لمقاومة الفرنسيين، وكان يخشى أن يتفق زعماء الحوارنة لاتخاذ درعا مقراً لخط الدفاع الثاني، وقام يراقب منطقة حوران، وما يقع فيها من أحداث ريثما يتم احتلالها، وكان يدعوا الحوارنة بشتى الوسائل للخضوع، والاستسلام، وإلا كانت حوران ميسلون الثانية وعرضة للخراب والدمار. وقد دلت الأخبار التي تلقاها الجنرال غورو عن حالة حوران الروحية والثورية، أن الروح الوطنية تتأجج في نفوس أهلها، وأنهم تجهزوا بالأسلحة التي غنموها من أفراد الجيش التركي خلال انسحابه من البلاد العربية، وأنه سيلقى مقاومة عنيفة، وقد أخبر الجنرال غورو أن فريقاً من الذين صدرت بحقهم أحكام الإعدام ما زالوا يقيمون في درعا ,وأنهم يبثون روح التمرد والعصيان بين الحوارنة ضد فرنسا، وأن مفرزة الجند السنغالي التي بعث بها الفرنسيون إلى درعا قد أجبرها الحوارنة على العودة في القطار فكان هذا بدء عمل ثوري لا يستهان به، وتحقق لدى الجنرال غورو أن منع الحوارنة لقوات فرنسا العسكرية من الوصول إلى درعا، وإجبارها بالعودة إلى دمشق يدل على نوايا أهل حوران نحو فرنسا، وهذا ما دعا به لأن يبعث بوفد مؤلف من رئيس الوزراء، ووزير الداخلية، ورئيس مجلس الشورى، لوجاهتهم ونفوذهم ولتهدئة الخواطر، وإسداء النصح إلى الحوارنة بالطاعة والخضوع، ولكنه كان يرى أن عناصر معينة قد أحاطت بالحوارنة، وهي تعمل على إحباط مساعي الفرنسيين، بما تبثه من دعايات سيئة ضد الانتداب الفرنسي وتمنى أن لا يفشل الوفد الوزاري في مهمته.. وبات ينتظر عودة الوفد بفارغ الصبر, ليتخذ على ضوء النتائج ما يقتضي من تدابير عسكرية حازمة.وقد تحقق للجنرال غورو أن الأكثرية الساحقة من أهل حوران تقاوم فرنسا وسياستها وأهدافها.
حادثة خربة غزالة المشهورة21 آب سنة 1920
بتاريخ 25 مايس سنة 1920 وفي عهد الملك فيصل عهد إلى أبي الخير الجندي بمتصرفية حوران، وكان آنئذ يطلق على المحافظة اسم ”متصرفية “ بموجب التشكيلات الإدارية، وفي عهده وقعت حادثة خربة غزالة المروعة, وبالنظر لأهمية هذه الحادثة التاريخية البارزة وعلاقتها بمقتل السيد علاء الدين الدروبي رئيس مجلس الوزراء، وعبد الرحمن باشا اليوسف رئيس مجلس الشورى فقد آثرنا نشر تفاصيلها المستقاة من مصدر رسمي موثوق وهو المتصرف بذاته. عقب الاحتلال الفرنسي لسورية أرسلت السلطة المنتدبة قوة رمزية مؤلفة من عشرين جندياً من السنغال إلى حوران فمانع الحوارنة مجيء هذه القوة وأجبروها على العودة في القطار إلى دمشق.اهتم الفرنسيون لهذا التحدي الذي يحول دون توطيد كيانهم الاستعماري في تلك المنطقة، ورأى السيد علاء الدين الدروبي رئيس مجلس الوزراء أن يقوم بزيارة حوران لتهدئة الخواطر، ولإقناع زعماء حوران بتلبية دعوة الجنرال غورو إلى شيوخ حوران، للبحث معهم بشأن الغرامات التي فرضها الفرنسيون على منطقتهم، والاتفاق معهم على كيفية الدفع فأبوا الحضور، وكان الوفد يتألف من رئيس الوزراء يرافقه في هذه الرحلة عبد الرحمن باشا اليوسف رئيس مجلس الشورى نظراً لما كان يظنه نفوذاً على الحوارنة بالنسبة لصلات المودة بينه وبين السيد فارس الزعبي أحد زعماء الحوارنة, والسيد عطا الأيوبي وزير الداخلية، والشيخ عبد القادر الخطيب، والسيد أحمد الخاني مرافق رئيس الدولة والسيدمنير بدر خان. ويقول المتصرف الجندي في مذكراته أنه لما اتصل به خبر هذه الزيارة، أبرق إلى وزير الداخلية يعلمه بأن الشعب الحوراني في هياج، وأن الوضع الراهن يستوجب تأجيل الزيارة ريثما تهدأ الحالة، ولما علم بإصرا�